الأمراض النفسية تطارد أطفال قطاع غزة
الخميس, 05 فبراير 2009 15:29 طـــــــــــــــــــــــب
تصويت المستخدم: / 1
عادىجيد
د.طارق قابيل- الوكالة العربية للأخبار العلمية - كشف اتحاد الأطباء العرب النفسيين بعد أن نجح في دخول غزة أمس الأول عبر معبر رفح، عن أن العدوان الإسرائيلي الأخير عليها لم يخلف فقط قتلى تجاوز عددهم ١٥٠٠ قتيل، وأكثر من ٥٠٠٠ جريح، ولكنه خلف مواطنين مرضى يعانون الكثير من الأمراض النفسية، جراء صور الحرب القاسية، وخاصة بين الأطفال الذين قدرت نسبة إصابتهم بالأمراض النفسية بنحو ١٠٠%، بينما تراوحت نسبة الإصابة بين النساء من ٦٠%- ٦٥%.
كما كشف وفد اتحاد الأطباء العرب النفسيين برئاسة الدكتور وائل أبو هندي عن بعض الأمراض النفسية، التي بات يعانى منها أطفال غزة مثل العنف السلوكي، اضطرابات في النوم، لعثمة وتعثر في الكلام، تبول لا إرادي وغيرها من الأمراض المصاحبة لحالات الخوف والذعر الشديدين.
وتمكن الوفد الطبي النفسي من زيارة ١٥ مدرسة و١٥ حضانة للأطفال، إلى جانب زيارة ١٢٥ منزلاً فلسطينيًا، والتحدث مع المواطنين القاطنين بها، لعلاج ما تخلف في نفوسهم من جراء الحرب الأخيرة.
وقال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، ورئيس اتحاد الأطباء العرب النفسيين لجريدة "المصري اليوم"، إنه أجرى اتصالات مع الوفد في غزة وعرف منهم مدى المعاناة النفسية التي يعانى منها المواطنون هناك، خاصة مع استمرار الحصار على غزة وصعوبة حصول المواطنين هناك على المواد الغذائية الأساسية. وتزداد معاناة الأطفال، الذين شاهدوا الموت بأعينهم، سواء تعرضوا له، أو رأوه وهو يخطف أهاليهم ومعارفهم. وأكد الدكتور عكاشة، أن الاتحاد قرر إرسال مجموعات أخرى من الأطباء النفسيين لغزة فى كل أسبوع، تضم كل منها عددًا من الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين، مشيراً إلى أن دخولهم غزة سيتحدد حسب الموقف عند معبر رفح.
الجمعة، 6 فبراير 2009
الورق "النانومترى" ثورة تقنية جديدة في صناعة الورق
الورق "النانومترى" ثورة تقنية جديدة في صناعة الورق
الأربعاء, 04 فبراير/شباط 2009 15:42 متفرقـــــــــــــــات
تقييم المستعملين: / 1
فقيرأفضل
د.طارق قابيل الوكالة العربية للأخبار العلمية تمكن فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث من تحضير أنواع حديثة متطورة من الورق من المخلفات الزراعية مثل قش الأرز ومصاصة القصب، ويتميز هذا النوع من الورق المحضر من ألياف "نانومتريه" بمواصفات عالية الجودة والمتانة تتفوق علي الورق المنتج بالطرق التقليدية، وصرح الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث بان تقنية النانو (النانوتكنولوجي) سوف تحدث طفرة هائلة في تقنيات صناعة الورق في مصر، حيث سيؤدى نجاح هذه التقنية إلى استغناء مصر نسبيا عن استيراد لب الورق ذي الألياف الطويلة، كما تؤدى هذه التقنية إلى تصنيع ورق بمواصفات أعلي في الجودة بطرق ميكانيكية حديثة ومتطورة. تم استخدامها في إنجاز علمي مهم تم استخدام "النانو" تكنولوجي لتطوير صناعة الورق في مصر, وقد بتكنولوجيا "النانو"
وفى تصريح لصحيفة "الأهرام" المصرية أكد الدكتور محمد لطفي حسن الأستاذ بمعمل المواد المتقدمة "النانوتكنولوجي" بالمركز القومي للبحوث بأن هذا البحث يأتي في إطار أول مشروع مصري لتحضير البلورات "النانومترية السليلوزية" والألياف "النانومترية" من المخلفات الزراعية مثل قش الأرز ومصاصة القصب والاستفادة من هذه المواد في مجالات صناعية وطبية مختلفة، وأشار إلى أنه قد تم التوصل من خلال النتائج الأولية للأبحاث إلي أنواع متطورة من الورق من الألياف "النانومترية" لقش الأرز ومصاصة القصب لها قوة شد تصل إلى أربعة أو خمسة أضعاف قوة الشد للورق المحضر صناعيا بالطرق التقليدية، كما أفاد الدكتور محمد لطفي بأن النتائج أظهرت كفاءة عالية للألياف "الناموترية" المحضرة من المخلفات الزراعية في مجال زراعة الخلايا والأنسجة البشرية، حيث تميزت الألياف "النانومترية" بخواص ميكانيكية عالية وموافقة حيوية مع جسم الإنسان كونها ذاتية التحلل حيث تتميز هذه النوعية من الأوراق بالقدرة على التحلل "البيولوجى" مما يؤدى إلى الإقلال من التلوث والمحافظة على البيئة.
الأربعاء, 04 فبراير/شباط 2009 15:42 متفرقـــــــــــــــات
تقييم المستعملين: / 1
فقيرأفضل
د.طارق قابيل الوكالة العربية للأخبار العلمية تمكن فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث من تحضير أنواع حديثة متطورة من الورق من المخلفات الزراعية مثل قش الأرز ومصاصة القصب، ويتميز هذا النوع من الورق المحضر من ألياف "نانومتريه" بمواصفات عالية الجودة والمتانة تتفوق علي الورق المنتج بالطرق التقليدية، وصرح الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث بان تقنية النانو (النانوتكنولوجي) سوف تحدث طفرة هائلة في تقنيات صناعة الورق في مصر، حيث سيؤدى نجاح هذه التقنية إلى استغناء مصر نسبيا عن استيراد لب الورق ذي الألياف الطويلة، كما تؤدى هذه التقنية إلى تصنيع ورق بمواصفات أعلي في الجودة بطرق ميكانيكية حديثة ومتطورة. تم استخدامها في إنجاز علمي مهم تم استخدام "النانو" تكنولوجي لتطوير صناعة الورق في مصر, وقد بتكنولوجيا "النانو"
وفى تصريح لصحيفة "الأهرام" المصرية أكد الدكتور محمد لطفي حسن الأستاذ بمعمل المواد المتقدمة "النانوتكنولوجي" بالمركز القومي للبحوث بأن هذا البحث يأتي في إطار أول مشروع مصري لتحضير البلورات "النانومترية السليلوزية" والألياف "النانومترية" من المخلفات الزراعية مثل قش الأرز ومصاصة القصب والاستفادة من هذه المواد في مجالات صناعية وطبية مختلفة، وأشار إلى أنه قد تم التوصل من خلال النتائج الأولية للأبحاث إلي أنواع متطورة من الورق من الألياف "النانومترية" لقش الأرز ومصاصة القصب لها قوة شد تصل إلى أربعة أو خمسة أضعاف قوة الشد للورق المحضر صناعيا بالطرق التقليدية، كما أفاد الدكتور محمد لطفي بأن النتائج أظهرت كفاءة عالية للألياف "الناموترية" المحضرة من المخلفات الزراعية في مجال زراعة الخلايا والأنسجة البشرية، حيث تميزت الألياف "النانومترية" بخواص ميكانيكية عالية وموافقة حيوية مع جسم الإنسان كونها ذاتية التحلل حيث تتميز هذه النوعية من الأوراق بالقدرة على التحلل "البيولوجى" مما يؤدى إلى الإقلال من التلوث والمحافظة على البيئة.
الخميس، 5 فبراير 2009
دايم".. حلقة في سلسلة قنابل القتل الجماعي
"دايم".. حلقة في سلسلة قنابل القتل الجماعي
طارق قابيل
بدأت أنواع جديدة من الذخائر والقنابل بالظهور في العقدين الماضيين، وتحمل بعضها أسماء حديثة تروج لأدوات القتل الجماعي، ويدعي صانعوها بأنها أقل ضررا وأكثر رأفة بضحايا الحروب، غير أنها لا تهب سوى الموت السريع، ولا تمنح الناجين منها غير المعاناة الدائمة طوال حياتهم، وتبقيهم في صراع دائم مع الموت البطيء.
وتعتبر متفجرات المعدن الكثيف الخامل Dense Inert Metal Explosive المعروفة اختصارا بـ(DIME) نسخة تجريبية من سلاح مطور يمتلك قدرة فتاكة على التدمير المباشر في مساحات صغيرة. ويصنع هذا النوع من المتفجرات من خليط متجانس من المواد القابلة للانفجار مثل "إتش أم أكس" أو "آر دي إكس" وجزئيات صغيرة من معدن "التانجستين" الخامل كيمائيا. وتشير عبارة "المعدن الخامل" إلى غياب دور المعدن في إنتاج الطاقة التفجيرية كيميائيا عبر إطلاق التفاعل المسبب للانفجار أي بشكل معاكس تماما مع استخدام مسحوق الألمنيوم على سبيل المثال لزيادة القوة التفجيرية.
وتتكون قنابل ومتفجرات المعدن الكثيف الخامل من غلاف من ألياف الكربون محشوة بخليط من المواد المتفجرة ومسحوق كثيف من خلائط معدن "التانجستين" الثقيل (إتش. أم. تي. أي) (HMTA) والتي تتكون من مادة "التانجستين" والكوبالت والنيكل والحديد.
وعند حدوث عملية التفجير، تتشظى القنبلة إلى أجزاء صغيرة ليتحول معها المسحوق الكيميائي إلى شظية صغيرة فتاكة في حال التعرض لها من مسافات قريبة، سرعان ما تتلاشى قوة دفع هذه الشظية بسبب مقاومة الهواء.
وتتميز هذه المواد بالقدرة على القتل الفوري لكل الأشخاص الموجودين في مساحة تصل إلى أربعة أمتار من وقوع الانفجار لكنها تلحق إصابات بالغة بالأشخاص الذين يبعدون مسافة أكبر، من بينها بتر الأطراف بسبب قدرة الشظايا على اختراق العظام والأنسجة، مع احتمال الإصابة لاحقا بمرض يعرف باسم "سرطان الأنسجة".
وغالبا ما تظهر آثار حروق عميقة تصل إلى العظم لاسيما عند مواقع الأطراف المبتورة مباشرة بسبب التعرض لهذا النوع من المتفجرات، فضلا عن تهتك في الأنسجة والأوردة والشرايين مما يتسبب في حدوث نزف دموي كبير في العضو المصاب.
تاريخ دايم
ولدت قنبلة "دايم" في مختبرات سلاح الجو الأمريكي، بمشاركة علماء من مختبرات "لورنس ليفيرمور" الأمريكية، بعد إجراء سلسلة من الأبحاث التي كانت تهدف إلى تصنيع قنابل للمدن والمناطق السكنية، بحيث يكون تأثيرها المدمر ضمن مدى محدد لتقليل الأضرار الناجمة عنها.
وتزامنت هذه البحوث مع بدء ما أسمته الولايات المتحدة الأمريكية (الحرب على الإرهاب)، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001. وبحلول العام 2002، خلال الحرب في أفغانستان تراجع الاهتمام بالقنابل التي تخترق بعمق كبير، وقامت القوات الجوية الأمريكية بتعديل الطائرات الحربية لتحمل نوعا جديدا من القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية، والتي أصبحت السلاح الأمثل لبيئات المدن.
كما أنفقت 1.6 مليارات دولار لإنتاج قنبلة جديدة موجهة يصل وزنها إلى 250 باوند -أي ما يعادل 113.4 كيلوجراما- حيث كانت هي الأفضل للاستخدام في المدن، لأنها لا ُتحدث نفس التدمير الذي تقوم به القنابل الأكبر حجما من نوعها، إلا أنها قد تتسبب بخسائر بشرية كبيرة من خلال نثر محتوياتها السامة، لمسافة تبعد مئات الأمتار.
وتعتبر قنبلة دايم من المتفجرات التي لا تزال تخضع لمرحلة التجارب، حيث يفترض أن يكون تأثيرها التدميري أكثر فعالية ضمن مدى قطري أقل، باعتبار أنها صممت للتقليل مما يسمى بالدمار الملازم أو الموازي Collateral Damage، الذي ينجم عن القنابل الاعتيادية. وتعتمد الفكرة الأساسية في ابتكار قنبلة "دايم" على زيادة نفاذية الأجزاء الناتجة عنها، لزيادة فعاليتها ضمن مدى قطري أصغر، فهي تحوي معدن التنجستون الخامل، بدلاً من المعادن الاعتيادية الأخرى التي تستخدم في القنابل التقليدية كمعدن الألمنيوم.
وتتكون هذه القنبلة غير التقليدية من غطاء مصنع من ألياف الكربون، التي تمتاز بمتانتها وخفة وزنها، يحوي في داخله مسحوقا ذا كثافة عالية، وهو يتألف من خليط متجانس من معدن "التانجستين" الثقيل، وإلى جانبه معدن الكوبالت والنيكل أو الحديد، لينطلق هذا المسحوق عند الانفجار على هيئة شظيات مجهرية صغيرة جدا، لها تأثير قاتل ضمن المسافات القريبة التي تصل إلى أربعة أمتار.
ولا يمكن لهذا المعدن الثقيل "التانجستين" أن يتفاعل كيميائيا عند حدوث الانفجار لزيادة تأثيره، بل إنه يمتص جزءا من الطاقة الناجمة عن الانفجار، ليزيد ذلك من قدرة الشظيات المجهرية المميزة لقنبلة "دايم" على اختراق الأجسام، فُتحدث قطعاً في العظام والأنسجة الأخرى من الجسم، وخصوصا فيما يتعلق بالأطراف السفلية، بسبب وجودها في اتجاه سقوط الخليط المعدني.
أما الغطاء الخارجي للقنبلة؛ الذي يتكون من ألياف الكربون، فهو سهل الانفجار حيث يتفتت إلى أجزاء صغيرة جدا، تتناثر على هيئة غبار يؤدي استنشاقه إلى الموت المحقق، فيما تندفع المكونات من الخليط المعدني بقوة إلى الخارج، وتنطلق بسرعة هائلة، ومن ثم تتباطأ بشكل كبير خلال وقت قصير بسبب مقاومة الهواء، فتسقط أرضا بفعل الجاذبية محدثة آثارها المدمرة من خلال شظياتها المجهرية، والتي لها تأثيرات سمية و سرطانية. ويسهم الغطاء الكربوني في عدم تبديد الطاقة الناجمة عن الانفجار، في شطر الأغلفة المعدنية للقنابل، كما هو الحال بالنسبة للقنابل الاعتيادية، ما يزيد من التأثير المدمر لقنبلة "دايم" ضمن محيطها.
خلائط كيمائية سامة ومسرطنة
ويسعى مصممو هذا السلاح إلى الحد من مساحة الدمار التي يسببها الانفجار بهدف تجنب الآثار المباشرة وصورة التدمير التي قد تخلق رأيا عاما مضادا. خاصة وأن تأثيرات انفجار القنبلة دايم مباشر وفوري على البشر، ويتسبب في قتل وتشويه وحروق بالغة وبتر للأطراف، فيصل تأثيرها إلى الناجين من بطشها.
ولا تتوافر معلومات موثقة حول أضرار ومخاطر متفجرات "دايم" إلا أن بعض البحوث العلمية نجحت في الإشارة إلى وجود مخاطر صحية مستقبلية ترتبط بالخليط المتجانس من معدن "التانجستين" الثقيل عند من يتعرضون لهذا النوع من المواد. وأشارت دراسة علمية إلى أن الشظيات المجهرية التي تنتج عن هذا النوع من المواد المتفجرة، قد تستقر في الأنسجة المتأثرة، لتتسبب في إصابة الفرد لاحقاً بنوع نادرٍ من الأورام السرطانية.
وتعكف وزارة الصحة الأمريكية منذ عام 2000 على دراسة الآثار السمية لخلائط المعدن الخامل إلى جانب اليورانيوم المنضب على نمو الخلايا المكونة لنقي العظام. وفي دراسة مخبرية أجريت عام 2005 وجد باحثون أميركيون أن هذا النوع من الخلائط الكيميائية مثل التانجستين كانت السبب المباشر في ظهور سرطان الأنسجة في جرذان تم تعريضها لهذا النوع من المواد.
وتشير هذه الدراسات إلى أن السمية العالية لخلائط التانجستين ودورها في الإصابة بالسرطان يعود أصلا لاستخدام معدن النيكل، مع العلم بأن دراسات أخرى أشارت إلى أن التانجستين النقي أو أوكسيد التانجستين الثلاثي يعتبر أحد العوامل المسببة للسرطان، علاوة على خصائص سمية أخرى. ولقد تسبب مسحوق معدن التنجستون الخامل، الذي سيستخدم في قنبلة "دايم" بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان عند فئران المختبر بشكل كبير.
وبحسب الدراسة التي أعدها باحثون في (معهد بحوث الإشعاع البيولوجي للقوات المسلحة)، في ولاية ميريلاند الأمريكية؛ وصل معدل الإصابة بسرطان الأورام الغرنية للعضلات المخططة rhabdomyosarcoma إلى 100 في المائة، بين الأفراد المتأثرين بمواد مشابهة للخليط المتجانس من معدن "التانجستين" الثقيل وطبقاً للنتائج التي ُنشرت في مجلة "العالِم الجديد" أظهرت تجربة أجريت على فئران زرعت في أنسجتها كبسولات تحوي مواد مشابهة بمواد مشابهة للخليط المتجانس من معدن "التانجستين" الثقيل أن جميع الفئران والبالغ عددها اثنين وتسعين فأرا، أصيبت بسرطان نادر ُيعرف باسم rhabdomyosarcoma، خلال مدة لم تتجاوز الخمسة أشهر.
فيما أظهرت تجارب مخبرية أخرى أجراها علماء من المعهد ذاته، أن هذا الخليط الخاص، له تأثير سمي على المادة الوراثية للخلايا البشرية المزروعة مخبريا. وأظهرت تجارب علمية أخرى، أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى احتمالية وجود ارتباط بين التعرض لمعدن التنجستون، وارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان اللوكيميا. ويحذر الخبراء من الأضرار البيئية التي قد تنجم عن استخدام هذا النوع من القنابل، وخصوصا لاحتوائها معدن "التانجستين" الثقيل الذي قد يلحق أضرارًا بيئية كبيرة، سواء استقر في الأرض أو نفذ إلى مصادر المياه، الجوفية أو السطحية.
التفسيرات العسكرية
ذكر الخبير العسكري والإستراتيجي المصري العميد الزيات في تصريح للجزيرة نت أن أنواعا أخرى من الأسلحة شوهدت تستخدم في غزة منها ما يعرف باسم انفجار الوقود الهوائي الذي يخلف سحابة من ذرات الوقود التي تحترق، وتؤدي إلى تفحم الهدف الذي يتم تعريضه لهذا النوع من الذخائر.
واعتبر الزيات أن هذا النوع من الأسلحة التي لا تزال قيد التطوير والتجريب، يأتي في إطار ما يسمى عسكريا الذخائر عالية الدقة والقتل الأكيد والتي تحدث أضرارا جانبية مدمرة لا تستطيع عدسات الإعلام التقاطها وعرضها على الرأي العام. ولم يستبعد الخبير العسكري أن يكون اللجوء إلى هذه الأسلحة مدفوعا بحالة الصدمة الإسرائيلية من حجم ردود الفعل الشعبي عالميا على فظاعة الصور المنقولة عبر الشاشات حول ما يجري في غزة، علاوة على أنه يدل على حالة الفوضى والارتباك وعدم الانضباط التي تعاني منها قوات الاحتلال بسبب صعوبة موقفها على أرض الميدان.
"دايم" انتهاك لحقوق المدنيين
وكانت منظمة هيومن رايتس وتقارير أوروبية وفلسطينية قد أكدت استخدام إسرائيل لسلاح الفسفور الأبيض وأسلحة محرمة دولية أخرى في عمليات القصف الجارية في غزة، دون أن يتحرك مجلس الأمن لإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بقتلها الأطفال والنساء وإدانتها لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.
وجدير بالذكر أن اتفاقية جنيف تمنع استخدام الأسلحة التي تحدث "إصابات زائدة وغير ضرورية"، كما تنص على معاقبة من يتسبب في إحداث "إصابات جسدية وصحية خطيرة عند المدنيين". وينص البند 147/الجزء الرابع من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص والمدنيين وقت الحرب، على محاكمة الأشخاص المتورطين في انتهاك الاتفاقية "بالإقدام على أي من الأفعال الآتية، بحق أشخاص أو ممتلكات محمية بموجب هذه الاتفاقية وهي؛ القتل العمد، التعذيب، المعاملة اللاإنسانية، بما في ذلك التجارب البيولوجية، التسبب بالمعاناة أو الإصابات الجسدية أو الصحية الخطيرة". وينص البند الخامس والثلاثين في الجزء الثالث للملحق الإضافي الأول للاتفاقية على "حظر استخدام الأسلحة والقذائف ومواد ووسائل القتال التي من طبيعتها أن تسبب إصابات زائدة ومعاناة غير ضرورية".
--------------------------------------------------------------------------------
متخصص في علوم الوراثة الجزيئية والخلوية والتكنولوجيا الحيوية، عضو هيئة التدريس بقسم النبات –كلية العلوم– جامعة القاهرة.. يمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني الخاص بالصفحة oloom@islamonline.net
طارق قابيل
بدأت أنواع جديدة من الذخائر والقنابل بالظهور في العقدين الماضيين، وتحمل بعضها أسماء حديثة تروج لأدوات القتل الجماعي، ويدعي صانعوها بأنها أقل ضررا وأكثر رأفة بضحايا الحروب، غير أنها لا تهب سوى الموت السريع، ولا تمنح الناجين منها غير المعاناة الدائمة طوال حياتهم، وتبقيهم في صراع دائم مع الموت البطيء.
وتعتبر متفجرات المعدن الكثيف الخامل Dense Inert Metal Explosive المعروفة اختصارا بـ(DIME) نسخة تجريبية من سلاح مطور يمتلك قدرة فتاكة على التدمير المباشر في مساحات صغيرة. ويصنع هذا النوع من المتفجرات من خليط متجانس من المواد القابلة للانفجار مثل "إتش أم أكس" أو "آر دي إكس" وجزئيات صغيرة من معدن "التانجستين" الخامل كيمائيا. وتشير عبارة "المعدن الخامل" إلى غياب دور المعدن في إنتاج الطاقة التفجيرية كيميائيا عبر إطلاق التفاعل المسبب للانفجار أي بشكل معاكس تماما مع استخدام مسحوق الألمنيوم على سبيل المثال لزيادة القوة التفجيرية.
وتتكون قنابل ومتفجرات المعدن الكثيف الخامل من غلاف من ألياف الكربون محشوة بخليط من المواد المتفجرة ومسحوق كثيف من خلائط معدن "التانجستين" الثقيل (إتش. أم. تي. أي) (HMTA) والتي تتكون من مادة "التانجستين" والكوبالت والنيكل والحديد.
وعند حدوث عملية التفجير، تتشظى القنبلة إلى أجزاء صغيرة ليتحول معها المسحوق الكيميائي إلى شظية صغيرة فتاكة في حال التعرض لها من مسافات قريبة، سرعان ما تتلاشى قوة دفع هذه الشظية بسبب مقاومة الهواء.
وتتميز هذه المواد بالقدرة على القتل الفوري لكل الأشخاص الموجودين في مساحة تصل إلى أربعة أمتار من وقوع الانفجار لكنها تلحق إصابات بالغة بالأشخاص الذين يبعدون مسافة أكبر، من بينها بتر الأطراف بسبب قدرة الشظايا على اختراق العظام والأنسجة، مع احتمال الإصابة لاحقا بمرض يعرف باسم "سرطان الأنسجة".
وغالبا ما تظهر آثار حروق عميقة تصل إلى العظم لاسيما عند مواقع الأطراف المبتورة مباشرة بسبب التعرض لهذا النوع من المتفجرات، فضلا عن تهتك في الأنسجة والأوردة والشرايين مما يتسبب في حدوث نزف دموي كبير في العضو المصاب.
تاريخ دايم
ولدت قنبلة "دايم" في مختبرات سلاح الجو الأمريكي، بمشاركة علماء من مختبرات "لورنس ليفيرمور" الأمريكية، بعد إجراء سلسلة من الأبحاث التي كانت تهدف إلى تصنيع قنابل للمدن والمناطق السكنية، بحيث يكون تأثيرها المدمر ضمن مدى محدد لتقليل الأضرار الناجمة عنها.
وتزامنت هذه البحوث مع بدء ما أسمته الولايات المتحدة الأمريكية (الحرب على الإرهاب)، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001. وبحلول العام 2002، خلال الحرب في أفغانستان تراجع الاهتمام بالقنابل التي تخترق بعمق كبير، وقامت القوات الجوية الأمريكية بتعديل الطائرات الحربية لتحمل نوعا جديدا من القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية، والتي أصبحت السلاح الأمثل لبيئات المدن.
كما أنفقت 1.6 مليارات دولار لإنتاج قنبلة جديدة موجهة يصل وزنها إلى 250 باوند -أي ما يعادل 113.4 كيلوجراما- حيث كانت هي الأفضل للاستخدام في المدن، لأنها لا ُتحدث نفس التدمير الذي تقوم به القنابل الأكبر حجما من نوعها، إلا أنها قد تتسبب بخسائر بشرية كبيرة من خلال نثر محتوياتها السامة، لمسافة تبعد مئات الأمتار.
وتعتبر قنبلة دايم من المتفجرات التي لا تزال تخضع لمرحلة التجارب، حيث يفترض أن يكون تأثيرها التدميري أكثر فعالية ضمن مدى قطري أقل، باعتبار أنها صممت للتقليل مما يسمى بالدمار الملازم أو الموازي Collateral Damage، الذي ينجم عن القنابل الاعتيادية. وتعتمد الفكرة الأساسية في ابتكار قنبلة "دايم" على زيادة نفاذية الأجزاء الناتجة عنها، لزيادة فعاليتها ضمن مدى قطري أصغر، فهي تحوي معدن التنجستون الخامل، بدلاً من المعادن الاعتيادية الأخرى التي تستخدم في القنابل التقليدية كمعدن الألمنيوم.
وتتكون هذه القنبلة غير التقليدية من غطاء مصنع من ألياف الكربون، التي تمتاز بمتانتها وخفة وزنها، يحوي في داخله مسحوقا ذا كثافة عالية، وهو يتألف من خليط متجانس من معدن "التانجستين" الثقيل، وإلى جانبه معدن الكوبالت والنيكل أو الحديد، لينطلق هذا المسحوق عند الانفجار على هيئة شظيات مجهرية صغيرة جدا، لها تأثير قاتل ضمن المسافات القريبة التي تصل إلى أربعة أمتار.
ولا يمكن لهذا المعدن الثقيل "التانجستين" أن يتفاعل كيميائيا عند حدوث الانفجار لزيادة تأثيره، بل إنه يمتص جزءا من الطاقة الناجمة عن الانفجار، ليزيد ذلك من قدرة الشظيات المجهرية المميزة لقنبلة "دايم" على اختراق الأجسام، فُتحدث قطعاً في العظام والأنسجة الأخرى من الجسم، وخصوصا فيما يتعلق بالأطراف السفلية، بسبب وجودها في اتجاه سقوط الخليط المعدني.
أما الغطاء الخارجي للقنبلة؛ الذي يتكون من ألياف الكربون، فهو سهل الانفجار حيث يتفتت إلى أجزاء صغيرة جدا، تتناثر على هيئة غبار يؤدي استنشاقه إلى الموت المحقق، فيما تندفع المكونات من الخليط المعدني بقوة إلى الخارج، وتنطلق بسرعة هائلة، ومن ثم تتباطأ بشكل كبير خلال وقت قصير بسبب مقاومة الهواء، فتسقط أرضا بفعل الجاذبية محدثة آثارها المدمرة من خلال شظياتها المجهرية، والتي لها تأثيرات سمية و سرطانية. ويسهم الغطاء الكربوني في عدم تبديد الطاقة الناجمة عن الانفجار، في شطر الأغلفة المعدنية للقنابل، كما هو الحال بالنسبة للقنابل الاعتيادية، ما يزيد من التأثير المدمر لقنبلة "دايم" ضمن محيطها.
خلائط كيمائية سامة ومسرطنة
ويسعى مصممو هذا السلاح إلى الحد من مساحة الدمار التي يسببها الانفجار بهدف تجنب الآثار المباشرة وصورة التدمير التي قد تخلق رأيا عاما مضادا. خاصة وأن تأثيرات انفجار القنبلة دايم مباشر وفوري على البشر، ويتسبب في قتل وتشويه وحروق بالغة وبتر للأطراف، فيصل تأثيرها إلى الناجين من بطشها.
ولا تتوافر معلومات موثقة حول أضرار ومخاطر متفجرات "دايم" إلا أن بعض البحوث العلمية نجحت في الإشارة إلى وجود مخاطر صحية مستقبلية ترتبط بالخليط المتجانس من معدن "التانجستين" الثقيل عند من يتعرضون لهذا النوع من المواد. وأشارت دراسة علمية إلى أن الشظيات المجهرية التي تنتج عن هذا النوع من المواد المتفجرة، قد تستقر في الأنسجة المتأثرة، لتتسبب في إصابة الفرد لاحقاً بنوع نادرٍ من الأورام السرطانية.
وتعكف وزارة الصحة الأمريكية منذ عام 2000 على دراسة الآثار السمية لخلائط المعدن الخامل إلى جانب اليورانيوم المنضب على نمو الخلايا المكونة لنقي العظام. وفي دراسة مخبرية أجريت عام 2005 وجد باحثون أميركيون أن هذا النوع من الخلائط الكيميائية مثل التانجستين كانت السبب المباشر في ظهور سرطان الأنسجة في جرذان تم تعريضها لهذا النوع من المواد.
وتشير هذه الدراسات إلى أن السمية العالية لخلائط التانجستين ودورها في الإصابة بالسرطان يعود أصلا لاستخدام معدن النيكل، مع العلم بأن دراسات أخرى أشارت إلى أن التانجستين النقي أو أوكسيد التانجستين الثلاثي يعتبر أحد العوامل المسببة للسرطان، علاوة على خصائص سمية أخرى. ولقد تسبب مسحوق معدن التنجستون الخامل، الذي سيستخدم في قنبلة "دايم" بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان عند فئران المختبر بشكل كبير.
وبحسب الدراسة التي أعدها باحثون في (معهد بحوث الإشعاع البيولوجي للقوات المسلحة)، في ولاية ميريلاند الأمريكية؛ وصل معدل الإصابة بسرطان الأورام الغرنية للعضلات المخططة rhabdomyosarcoma إلى 100 في المائة، بين الأفراد المتأثرين بمواد مشابهة للخليط المتجانس من معدن "التانجستين" الثقيل وطبقاً للنتائج التي ُنشرت في مجلة "العالِم الجديد" أظهرت تجربة أجريت على فئران زرعت في أنسجتها كبسولات تحوي مواد مشابهة بمواد مشابهة للخليط المتجانس من معدن "التانجستين" الثقيل أن جميع الفئران والبالغ عددها اثنين وتسعين فأرا، أصيبت بسرطان نادر ُيعرف باسم rhabdomyosarcoma، خلال مدة لم تتجاوز الخمسة أشهر.
فيما أظهرت تجارب مخبرية أخرى أجراها علماء من المعهد ذاته، أن هذا الخليط الخاص، له تأثير سمي على المادة الوراثية للخلايا البشرية المزروعة مخبريا. وأظهرت تجارب علمية أخرى، أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى احتمالية وجود ارتباط بين التعرض لمعدن التنجستون، وارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان اللوكيميا. ويحذر الخبراء من الأضرار البيئية التي قد تنجم عن استخدام هذا النوع من القنابل، وخصوصا لاحتوائها معدن "التانجستين" الثقيل الذي قد يلحق أضرارًا بيئية كبيرة، سواء استقر في الأرض أو نفذ إلى مصادر المياه، الجوفية أو السطحية.
التفسيرات العسكرية
ذكر الخبير العسكري والإستراتيجي المصري العميد الزيات في تصريح للجزيرة نت أن أنواعا أخرى من الأسلحة شوهدت تستخدم في غزة منها ما يعرف باسم انفجار الوقود الهوائي الذي يخلف سحابة من ذرات الوقود التي تحترق، وتؤدي إلى تفحم الهدف الذي يتم تعريضه لهذا النوع من الذخائر.
واعتبر الزيات أن هذا النوع من الأسلحة التي لا تزال قيد التطوير والتجريب، يأتي في إطار ما يسمى عسكريا الذخائر عالية الدقة والقتل الأكيد والتي تحدث أضرارا جانبية مدمرة لا تستطيع عدسات الإعلام التقاطها وعرضها على الرأي العام. ولم يستبعد الخبير العسكري أن يكون اللجوء إلى هذه الأسلحة مدفوعا بحالة الصدمة الإسرائيلية من حجم ردود الفعل الشعبي عالميا على فظاعة الصور المنقولة عبر الشاشات حول ما يجري في غزة، علاوة على أنه يدل على حالة الفوضى والارتباك وعدم الانضباط التي تعاني منها قوات الاحتلال بسبب صعوبة موقفها على أرض الميدان.
"دايم" انتهاك لحقوق المدنيين
وكانت منظمة هيومن رايتس وتقارير أوروبية وفلسطينية قد أكدت استخدام إسرائيل لسلاح الفسفور الأبيض وأسلحة محرمة دولية أخرى في عمليات القصف الجارية في غزة، دون أن يتحرك مجلس الأمن لإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بقتلها الأطفال والنساء وإدانتها لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.
وجدير بالذكر أن اتفاقية جنيف تمنع استخدام الأسلحة التي تحدث "إصابات زائدة وغير ضرورية"، كما تنص على معاقبة من يتسبب في إحداث "إصابات جسدية وصحية خطيرة عند المدنيين". وينص البند 147/الجزء الرابع من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص والمدنيين وقت الحرب، على محاكمة الأشخاص المتورطين في انتهاك الاتفاقية "بالإقدام على أي من الأفعال الآتية، بحق أشخاص أو ممتلكات محمية بموجب هذه الاتفاقية وهي؛ القتل العمد، التعذيب، المعاملة اللاإنسانية، بما في ذلك التجارب البيولوجية، التسبب بالمعاناة أو الإصابات الجسدية أو الصحية الخطيرة". وينص البند الخامس والثلاثين في الجزء الثالث للملحق الإضافي الأول للاتفاقية على "حظر استخدام الأسلحة والقذائف ومواد ووسائل القتال التي من طبيعتها أن تسبب إصابات زائدة ومعاناة غير ضرورية".
--------------------------------------------------------------------------------
متخصص في علوم الوراثة الجزيئية والخلوية والتكنولوجيا الحيوية، عضو هيئة التدريس بقسم النبات –كلية العلوم– جامعة القاهرة.. يمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني الخاص بالصفحة oloom@islamonline.net
التسميات:
أحدث المقالات - إسلام اون لاين
محرقة غزة.. حرب الإبادة العرقية
محرقة غزة.. حرب الإبادة العرقية
طارق قابيل
محرقة غزة حرب إبادة جينية
كشفت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي النقاب أمس عن أن الجيش الإسرائيلي استخدم في الحرب على قطاع غزة ألف طن من المتفجرات، خلال 2500 غارة نفذها سلاح الجو في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية في عملية الرصاص المصبوب، وما خفي كان أعظم، ومما لا شك فيه أن غزة باتت حقلا لتجارب الأسلحة والذخائر الفتاكة الجديدة التي تستهدف "القتل الأكيد"، ويمكن تسميتها أسلحة الإبادة الكيماوية والجينية، والمثير للعجب أن يتم استخدام أسلحة جينية في منطقة مفتوحة مكتظة بالسكان كقطاع غزة أمام نظر وسمع العالم أجمع، الذي لم يحرك ساكنا أمام هذه الجرائم المتتالية النكراء، وتتغاضى المنظمات الدولية التي تغط في ثبات عميق، عن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، والتي دمر العراق بسبب الشك في امتلاكها، فهل بدأت أولى معارك الإبادة الجينية في محرقة غزة؟
هذه البداية.. والقادم أسود
القنبلة العنصرية.. مشروع القرن الجديد!
الجراثيم السياسية!
أسلحة بيولوجية انتقائية تستهدف العرب
تاريخ إسرائيل مع الأسلحة البيولوجية
الأسلحة الجينية بين الواقع والخيال
هذه البداية.. والقادم أسود
يجيب عن هذا السؤال الباحث المستقل "جيمس بروكز" الذي أكد في تقرير نشر على موقع "ميديا مونيتير" أن القنبلة المعروفة باسم "الانفجار المعدني الداخلي الكثيف"، واختصارا باسم "دايم"، هي عبارة عن "سلاح سري وغريب، يحدث إصابات مروعة ومهلكة"، وأوضح أن هذه القنبلة تحدث انفجارا غير عادي في مساحة محدودة، وتنثر "شظايا معدنية دقيقة عالية الحرارة"، من سبيكة "التانجستن" المعدني الثقيل (إتش إم تي إيه)، التي أثبتت الدراسات العلمية أنها مادة سامة، تدمر نظام المناعة في الجسم، وإذا لم يمت المصاب فورا، فإنه يصاب بالسرطان الذي لا شفاء منه بعد فترة وجيزة من الإصابة، كما أن هذه المادة تهاجم الحمض النووي، بمعنى أن السلاح يمثل "سما للإبادة الجينية".
وأشار الباحث إلى أنه وفقا لشهادة أطباء فلسطينيين في مستشفى الشفاء بغزة، ولما كشفت عنه الصحافة الإيطالية وطبيبان نرويجيان، فقد قضى جراء التعرض للقنبلة المروعة 50 فلسطينيا وأصيب 200 آخرون بإصابات "لا يمكن أن يتصورها العقل"، وذكر الباحث أن الفحوصات أثبتت أن المواد المعدنية التي تدخل الجسم تذوب فيه ولا يمكن تتبعها بالأشعة السينية، وأشار إلى أن المواد المهلكة التي تدخل الجسم والتي لها تأثير إشعاعي أيضا تعمل على حرق الأنسجة الداخلية وتذويبها، ويبدو تأثيرها النهائي كأن المصاب قد جرت له عملية بتر، وأوضح "عندما تخترق الشظايا النارية الجسم تحرق الأنسجة حول العظام وتدمرها تماما، وتحرق وتدمر الأعضاء الداخلية، مثل الكبد والكليتين والطحال، وتجعل معالجة الجروح مستحيلة".
من ناحية أخرى غطت أجزاء واسعة من مدينة غزة ورفح جنوب القطاع أدخنة كثيفة وثقيلة جراء انفجار قذائف أطلقتها مدفعية الدبابات، وذلك للمرة الأولى، وصحب انتشار هذه الأدخنة صدور روائح كريهة، جعلت التنفس معها صعبا ومثيرا للغثيان، ولم يستبعد المحللون أن تكون القوات "الإسرائيلية" قد استخدمت ما يعرف بالقنبلة النتنة المعروفة باسم "ستينك بومب"، وهي من القنابل ذات التأثير البيولوجي والتي تقوم فعاليتها على إطلاق روائح نتنة لا تطاق وتثير حساسية الجهاز التنفسي والغثيان.
وإذا كانت هذه البداية فالقادم أسوأ، فقد أظهرت بعض التقارير الصحفية من قبل أن إسرائيل تسعى لاستخدام هذه الأسلحة المحرمة في أوقات السلم قبل أوقات الحروب، ويسعى العلماء في إسرائيل لتطوير أسلحة بيولوجية أو جينية على وجه التحديد يمكن أن تقتل العرب فقط ولا تلحق ضررا باليهود، وذلك عن طريق الموروثات (الجينات)، وذكرت مجلة "فوكس" أن عمل هذا السلاح مبني على فكرة أن العرب يحملون جينات معينة تميزهم عن غيرهم من الأجناس، واعتمادا على تلك الجينات سيتم إنتاج سلالات من البكتيريا والفيروسات القاتلة التي تدخل إلى الجسم وتتعرف على تلك الجينات داخل الخلايا، فإذا كانت موجودة فإن الجراثيم تبدأ في التأثير على الحمض النووي داخل الخلايا مما يؤدي إلى تدميرها.
القنبلة العنصرية.. مشروع القرن الجديد!
أثارت جمعيات حقوقية أمريكية في الولايات المتحدة تساؤلات حول إذا ما كانت وزارة الدفاعالأمريكية قد سمحت لإسرائيل باستخدام أحدث الأسلحة الأمريكية المحظورة في حرب إبادة غزة، ولكن المتحدث باسم البنتاجون رفض الإجابة عن أسئلة في هذا الشأن، وكان العلماء الأمريكيون قد أعلنوا في مطلع هذا القرن أنهم سينجحون في غضون عشر سنوات في إنتاج نوع جديد من السلاح الحيوي سيغير مجرى التاريخ بشكل جذري، وطبقا لتصريحات العلماء الأمريكيين فقد آن الأوان لظهور هذا السلاح، وسيظهر في المستقبل القريب نوع جديد من الأسلحة الحيوية الانتقائية يمكنها أن تغير توازن السلطة السياسية في العالم، والمبدأ الرئيسي لهذا السلاح: "ابحث عنه وأبده نهائيا تبعا لبصمته الوراثية"، هذا السلاح الانتقائي سيكون قادرا على إصابة بعض الناس ولا يصيب البعض الآخر طبقا لعلامة وراثية محددة سلفا، مثل شكل العين أو لون البشرة، ويمكن أن تظل العدوى المرضية كامنة وتظهر متأخرة، أو تبدأ فقط عند تعاطي نوع محدد من الدواء.
وكان قد كشف النقاب عن هذه الأفكار الشيطانية في حلقة دراسية مغلقة نظمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجاء تنظيم هذه الحلقة الدراسية كجزء من "مشروع القرن الأمريكي الجديد" (Project for the New American Century)، ومن المتوقع أن تعتمد هذه الأسلحة الحديثة على الانفجار الهائل المدوي في ثورة المعلومات الوراثية، ومن المتوقع أن يقوم العلماء ببرمجة بكتيريا أو فيروسات ممرضة بجين أو بمجموعة من الجينات التي تميز وتستهدف جنسا أو شعبا بعينه، وعندما تدخل الجرثومة المبرمجة إلى جسم شخص ما فإنها لن تخطئ هدفها أبدا، وستقوم بقتل هذا الشخص المستهدف في صمت، أما إذا اختلف التركيب الوراثي للشخص المصاب فستموت الجرثومة نفسها دون إيذائه، ومن المتوقع أن المختصين في الأمراض المعدية سيواجهون صعوبات كبيرة في تمييز ميكروبات التطهير الإثني الجرثومي من الأوبئة الأخرى، كما ستقوم البلد التي تقود هذا التطوير الإجرامي لهذه الأسلحة بتضليل الجمهور بالطبع عن طريق آلة الإعلام الجهنمية، ووسائل الحرب النفسية التي تملكها.
ومن الممكن أن يستهدف هذا السلاح البشر الذين يعيشون تحت شروط صحية معينة أيضا، كما يتوقع أن تأخر ظهور المرض يجعل مثل هذا السلاح أكثر فتكا، ويعني هذا أن ظهور المرض يمكن أن يؤخر ليس فقط لعدة أيام ولكن لفترة زمنية غير محددة، وعندما يظهر المرض على الشخص المصاب والمعرض لهذا السلاح، ويبدأ في تناول المضادات الحيوية، تبدأ البكتيريا أو الفيروسات بالتضاعف مما يؤدي إلى إصابته بمرض حاد يحير جهابذة الأطباء ويجعلهم يخطئون التشخيص، كما سيجعل المواد الصيدلانية التقليدية غير ذات فائدة.
الجراثيم السياسية!
قد يتصور البعض أن ثمة تخيلا أو مبالغة في هذه الأخبار المرعبة، ولكن الحقيقة المؤلمة التي رأيناها على أرض غزة أغرب من الخيال، في ظل صمت دولي ممجوج، وتواطؤ بغيض، وأنه بات من المعروف أن العلماء يستكشفون منذ مدة طويلة إمكانية تصنيع أسلحة حيوية انتقائية تعرف باسم "القنبلة العنصرية" لتستهدف جنسا بعينه أو مجموعة إثنية بعينها، وهذا التصور ليس مستغربا على الإطلاق، فمن المتيسر حاليا إنتاج بكتريا مقاومة للمضادات الحيوية، ويشير "ألكساندر بروزوروف" الأستاذ في مختبر علم وراثة الكائنات الحية المجهرية في معهد أكاديمية العلوم الروسية إلى أن الأمثلة الأكثر تمييزا لهذا النوع من المزارع البكتيرية نوع ينمو فقط في وجود المضاد الحيوي "ستريبتوميسين" streptomycin ولا يتكاثر إلا في وجوده فقط.
وعلى ما يبدو أن وراء هذه الأفكار الشيطانية إرث كبير من الجراثيم السياسية التي أصابت رءوس كبار الساسة في العالم ومازالت تعشش في مخيلتهم، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات أوصى نائب وزير الدفاع الأمريكي "بول ولفويتز" وزارة الدفاع الأمريكية باستخدام الأسلحة الوراثية ليس فقط لشن الحرب بنجاح، ولكن أيضا لإعادة هيكلة السياسة العالمية، وطبقا لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فإن الأسلحة الوراثية يمكن أن تغير سياسة كوكب الأرض بالكامل ويمكنها أن تحول "الإرهاب" إلى أداة مفيدة سياسيا.
وإن أكثر ما يروع في هذا السلاح الحيوي الذي يمكن أن يصيب الناس طبقا لعلامات وراثية محددة أنه سيتم تخليقه بشكل محدد للإبادة الجماعية لمجموعات عرقية بعينها، ويؤكد ذلك ما صرحت به الرابطة الطبية البريطانية (British Medical Association): "التقدم السريع في علم الوراثة يمكن أن يصبح قاعدة أساسية للتطهير الإثني على مقياس كبير لم يسمع به من قبل في المستقبل القريب".
أسلحة بيولوجية انتقائية تستهدف العرب
وبعد أن سقط القناع الزائف عن ممارسات إسرائيل الإجرامية، وتبين للعالم أجمع عدم جديتها في السلام، وبعد حرب الإبادة الجماعية التي تظهرها حتى الآن بلا رحمة في غزة، وعدم توانيها في استخدام أي سلاح للتخلص من الغزاويين، نصدق أن التخطيط الذي كان بالأمس مجرد شائعات يصعب التأكد من صحتها، قد صار اليوم يقينا محسوسا يستشعره أي شخص يعي، ورغم ما يبدو من صعوبة في إنتاج هذا السلاح وتطبيقه، فإن تقارير أشارت إلى قيام علماء اليهود بدراسة الفروق الجينية بينهم وبين العرب وأنهم استطاعوا التعرف على تلك الجينات، وطبقا للمعلومات الواردة من PNAC، يؤكد الخبراء الأمريكيون أن إسرائيل بدأت العمل مؤخرا بشكل نشيط على أسلحة تميز الجينات الوراثية للعرب، ويؤكد أخصائيو علم الوراثة في إسرائيل أن العرب يحملون جينا فريدا لا يحمله أحد غيرهم في العالم، ويشكل هذا الجين القاعدة الأساسية لانطلاق البحوث الإسرائيلية التي تستهدف تدمير المجموعات العرقية العربية.
والجدير بالذكر أن أبحاث إسرائيل بخصوص "القنبلة الجينية العرقية" تتشابه مع التجارب الجينية التي أجراها العالم النازي الدكتور "جوزيف منجلي" في معتقل "أوشفيتس"، كما تعتبر صورة مطابقة للدراسات البيولوجية التي أجراها علماء جنوب إفريقيا في عهد نظام التفرقة العنصري، وكشفت شهادات قدمت أمام لجنة المصالحة والكشف عن الحقائق عنها، حيث أشار الدكتور "دان جوسن" - مدير معمل الحرب الكيماوية والجرثومية في جنوب إفريقيا - "أن فريقه البحثي قد كلف في الثمانينيات بتطوير قنبلة صبغية تستهدف السود فقط، ولكنهم لم يستطيعوا تطوير قنبلة كهذه"، وأفاد "جوسن" أن فريقه تم تكليفه في مطلع الثمانينات بتطوير سلاح بيولوجي يتجه فقط إلى أصحاب اللون الأسود، وأضاف: أن فريقه ناقش إمكان نشر هذا السلاح في شراب البيرة الذي يتناوله السود أو نبات الذرة أو حتى بواسطة التلقيحات الدورية التي تجري لهم، إلا أن تجارب تطوير هذا السلاح لم يتم استكمالها.
وكانت صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية قد نشرت خبرا تحت عنوان "البنتاجون يحذر من القنبلة العرقية" بتاريخ 15/11/1998م، ذكرت فيه أنه ردا على برنامج الأسلحة البيولوجية العراقية (المزعومة) يحاول العلماء الإسرائيليون تطوير ما يطلقون عليه "القنبلة العرقية"، وذلك باستغلال التقدم الذي تحقق في مجال الهندسة الوراثية، من حيث التعرف على "الجينات" التي تحمل الصفات العرقية للجنس العربي، ثم يقومون بعد ذلك بتخليق بكتيريا معدلة أو فيروس يستطيع أن يهاجم الجينات العربية وحدها من دون باقي الجنسيات، فتنشط هذه الفيروسات أو البكتيريا حاملة الأمراض والمعالجة وراثيا، وتقوم بتغيير الحامض النووي DNA الموجود داخل خلايا العرب الحية، بعد تشفير هذه الكائنات الدقيقة على جينات الشعوب العربية فتفتك بهم.
كما نشرت صحيفة "الديار اللبنانية" خبرا عن وجود مخطط إسرائيلي في مجال الهندسة الوراثية يهدف إلى تدمير صحة الإنسان العربي من خلال مشروع رصدت له الحكومة الإسرائيلية ما يقرب من ملياري دولار أمريكي، والمشروع الذي أطلق عليه اسم "شلوع" تم إنشاؤه كفرع من فروع سلاح الطيران تحت إشراف الجنرال "يوفاك توتمان" وتتركز أبحاث وحدة "شلوع" على إنتاج أسلحة تعتمد على استخدام أساليب الهندسة الوراثية الحديثة في الإنتاج الزراعي، بغرض إنتاج برتقال يؤثر على الجهاز العصبي ويصيب الإنسان بالتوتر والإجهاد الذهني في حيز زمني سريع، كما نجحت في إنتاج أدوية بيطرية تؤدي إلى إصابة الإنسان عند تناول الدجاج بالفشل الكبدي بعد 3 أشهر ومخصبات مشعة تؤدي إلى إصابة من يتناول الخضار بالسرطان وتراجع مستوى الخصوبة، وقد كشف النقاب أيضا عن قيام إسرائيل بالعمل في برنامج بحثي لصنع سلاح جرثومي لقمع انتفاضة الأقصى يستهدف الفلسطينيين دون اليهود، في معهد الأبحاث البيولوجية في "نيس تسيونا"، ويهدف هذا البرنامج إلى تحديد الصفات الجينية للفلسطينيين؛ بحيث يتم تصميم فيروسات وبكتريا مهندسة وراثيا تهاجم الخلايا البشرية الفلسطينية فقط.
تاريخ إسرائيل مع الأسلحة البيولوجية
ينبغي أن نربط بين هذه العمليات الأخيرة التي تستهدف إبادة الشعب الفلسطيني بأحدث ما توصلت له الآلة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وبين ما ذكرته رئيسة وزراء إسرائيل السابقة "جولدا مائير" عندما قالت إنها "تصاب بالغثيان صباح كل يوم يولد فيه طفل فلسطيني"، كذلك تصريح رئيس وزراء إسرائيل السابق "إسحاق رابين" الذي قال فيه: "أود لو يبتلع البحر مدينة غزة بسكانها".
ولقد حفل تاريخ إسرائيل المشين باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا كالأسلحة البيولوجية، وفي أول حرب لها ضد العرب عام 1948 ألقت ميكروب (الدوسنتاريا) في مصادر مياه الجيش المصري في فلسطين، الأمر الذي أصاب أعدادا ضخمة من الضباط والجنود بهذا المرض، وأضعف قدراتهم القتالية، وفي نهاية العام 1975 توفرت معلومات عن أن "الفأر النرويجي" الذي هاجم المحاصيل الزراعية في مصر وقضى على الكثير منها، تم تخليقه في المعامل الإسرائيلية ثم تسريبه إلى مصر ضمن قواتها التي كانت موجودة في الثغرة غرب القناة عقب حرب تشرين الأول ( أكتوبر) 1973، وبذلت مصر جهودا ضخمة حتى تم القضاء عليه.
وذكرت صحيفة "الأيام" الفلسطينية في 24\8\1997 أن السلطات الإسرائيلية تقوم بإجراء تجارب دوائية على المعتقلين الفلسطينيين الموجودين في سجونها، وأن وزارة الصحة الإسرائيلية أصدرت حوالي ألف تصريح لشركات أدوية كبرى هناك لإجراء تجارب لعقاقير خطيرة على هؤلاء المعتقلين، وكانت النتيجة أن كثيرا منهم لقوا حتفهم أو أصيبوا بعاهات دائمة وهم في طريقهم للموت حاليا، وأن كثيرا من المسجونين الفلسطينيين الذين يتوقع الإفراج عنهم في إطار الاتفاق الأخير سيخرجون إلى الحياة وهم فاقدو القدرة على ممارسة أي نشاط بعد إصابتهم بأمراض خطيرة ستؤدي إلى وفاتهم بعد فترة من خروجهم، وأثبت "أحمد حبيب الله" رئيس "جمعية أصدقاء المعتقلين" الفلسطينية، في مؤتمر صحفي عقده في سبتمبر 1997، أن 15 معتقلا فلسطينيا توفوا بسبب إصابتهم بأمراض خطيرة خلال فترة اعتقالهم نتيجة تعرضهم لهذه التجارب، وكشفت "داليا أيزاك" مسئولة لجنة العلوم في الكنيست النقاب عن هذه العمليات، وأيدتها في ذلك "إمي فلتات" رئيسة شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية.
وتركز إسرائيل على استخدام "الإيروسول" البيولوجي لتلويث الهواء والأرض، بواسطة مستودعات الطائرات والصواريخ والبالونات الموجهة تلفزيونيا، وأنشأت لذلك معملا للأمصال واللقاحات في "نيس زيونا" جنوب تل أبيب، تجري فيه أبحاث على الفيروسات، وعلى استخدام العبوات ذاتية الدفع وراجمات الصواريخ المحملة بالمواد البيولوجية، والاعتماد على استنشاق الكائنات الدقيقة كوسيلة رئيسية للتلوث البيولوجي.
وتنتج إسرائيل عناصر الأمراض الفطرية والتوكسينات، مثل "كوكسيدولمي" وعناصر الأمراض البكتيرية مثل "بوتوليزم"، والجمرة الخبيثة "إنتراكس"، والكوليرا، والطاعون، وعناصر الأمراض الفيروسية مثل "الحمى الصفراء، وحمى الدنج، والجدري، وشلل الأطفال"، وعناصر أمراض الراكتسيا مثل " التيفوس"، كما تنتج "إسرائيل" عناصر مرضية لقتل النبات والمحاصيل مثل "صدأ القمح، المطر الأصفر، وأمراض القطن، والذبول المتأخر للقمح"، بالإضافة إلى طاعون الحشرات، وأمراض الأعشاب وتساقط الأوراق، وكذلك عناصر أخرى مضادة للحيوانات، تصيب الفم والقدم " مثل طاعون الماشية، وحمى الدواجن، وداء الكلب، والجمرة الخبيثة"، كما تسعى "إسرائيل" في الوقت نفسه إلى تطوير ميكروبات لها درجة بقاء عالية في الظروف الجوية غير المواتية، وبخاصة عند الجفاف وارتفاع درجات الحرارة مع إمكان استخدمها ميدانيا كإيروسولات تؤثر على الجهاز التنفسي، هذا بالإضافة إلى إنتاج ميكروبات مقاومة للأمصال واللقاحات المعروفة، ولكن تؤدي إلى أعراض فسيولوجية متشابهة مع أمراض أخرى لإرباك الإجراءات الصحية والوقائية للخصم.
ويذكر أن تعاونا كبيرا جرى بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجال إجراء التجارب على استنباط التوكسينات والفطريات لاستخدامها كسلاح بيولوجي، خصوصا بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى تطوير السلاح الجرثومي المجفف، ونجحت في تطوير وتحميل أمراض: التولا ريما، والحمى القلاعية، والطاعون، والجمرة الخبيثة في رءوس صواريخ بالستية وقنابل الطائرات، وكانت تنفق سنويا قرابة 70 مليون دولار على تطوير سلاح الجدري.
ومع التطور التكنولوجي الذي تشهده أنظمة التسليح عموما، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على التقدم في العلوم البيولوجية في شكلها الجديد القائم على علوم التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، تسعى إسرائيل أيضا إلى تخليق عناصر بيولوجية جديدة لا تؤدي إلى القتل بالضرورة لكنها تؤدي إلى إنهاك قوة الخصم البشرية إلى فترة محدودة تزول بعدها آثارها ويمكن خلال هذه الفترة المحدودة تحقيق الأهداف والمهمات العسكرية المطلوبة.
"الأسلحة الجينية" بين الحقيقة والخيال
أثارت فكرة قيام إسرائيل بالعديد من الأبحاث على الأسلحة البيولوجية عاصفة من الهجوم والانتقادات في كثير من الدوائر خارج إسرائيل وداخلها، لأنها تتوازى بالتجارب الجينية التي أجراها في الأربعينيات الدكتور الألماني "جوزيف منجل" أثناء حكم النازي، وهو ما عبر عنه عضو بالكنيست الإسرائيلي: "إن مثل هذا السلاح البيولوجي يعتبر وحشيا ويجب استنكاره"، وأفاد بعض العلماء أنه من الناحية النظرية يمكن تخليق سلاح بيولوجي يتجه إلى عرق معين ويصيبه من دون آخر، إلا أن التطبيقات العملية لمثل هذا السلاح ستكون مرعبة وشنيعة.
وعلى رغم توقيع إسرائيل على معاهدة 1972، والتي تحظر حيازة وإنتاج العناصر البيولوجية، والتي اشترطت أن تقوم الدول العربية بالتوقيع عليها أولا، فإنها تحفظت عند توقيع البروتوكول الخاص بالمعاهدة على عدم اعتبار السموم ومسقطات الأوراق من الأسلحة البيولوجية، وهو ما ينم عن نيات في استخدامها الأسلحة البيولوجية المضادة للمحاصيل والحيوانات ضد الدول العربية مستقبلا.
وكان هناك جدل كبير حول إذا ما كان من الممكن تصنيع أسلحة تستهدف مجموعات عرقية أو عنصرية محددة، مثل تلك الأسلحة التي تستهدف صفات وراثية تؤدي إلى اختلافات عنصرية وعرقية، ويعتقد بعض الخبراء المتخصصين أن هذا قد يكون ممكنا في المستقبل القريب، وأن جميع الإرهاصات العلمية تؤكد إمكانية التوصل إلى ذلك، وقد أعلن العلماء منذ فترة وجيزة تمكنهم من تخليق فيروس معد بالاعتماد على الخريطة الوراثية المنشورة على الإنترنت، ومع هذا فهناك فريق آخر ينفي هذا الزعم، ويؤكد صعوبة حدوثه، ويعتمد البعض على نتائج دراسة جينية ظهرت نتائجها في شهر أبريل 2003م، وأكدت أن التركيبة الجينية لسائر البشر من مختلف الأجناس والأعراق متطابقة بنسبة 99.9%. ويؤكد البحث على أن جميع التجمعات البشرية في مختلف بقاع العالم تتقاسم جينيا أكثر مما كان يعتقد في السابق، وقد قام البروفسور "ماركوس فيلدمان" الذي ترأس فريقا بحثيا من جامعة ستانفورد بتحليل عينات (دي إن إيه) من 1056 شخصا من 52 تجمعا سكانيا في خمس مناطق جغرافية رئيسية في العالم، هي إفريقيا وأوروبا وآسيا والأمريكيتان، واكتشف الباحثون أن الاختلافات الظاهرة بين التجمعات البشرية مثل لون البشرة وشكل الجمجمة ناجمة عن اختلافات في جزء صغير للغاية في السمات الوراثية.
وقال التقرير السنوي لعام 2004 الصادر عن مركز أستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إنه بات من المحتمل تطوير صنف جديد من العوامل البيولوجية الحربية المهندسة خصيصا لاستهداف جهاز بيولوجي بشري معين، مثل القلب والأوعية الدموية، أو جهاز المناعة، أو الجهاز العصبي أو الهضمي، وأورد الخبراء مثالا حول منظم بيولوجي يستخدم كمركب لتنويم جنود القطاعات المعادية في ساحات القتال، مما يعني، نظريا، الفوز في المعركة من دون إراقة الدماء، وحذر الخبراء من توظيف بيانات التسلسل الجيني للحامض النووي "دي إن إيه" المتوفرة حاليا، في أبحاث لتطوير أشكال قاتلة من فيروسات جدري الفئران وجدري البقر، بحجة تطوير لقاحات مضادة لهما، وفى العام نفسه وبالتحديد في شهر يونيو (حزيران) وجه خبراء دوليون أقوى تحذير من نوعه إلى علماء العالم، أشاروا فيه إلى أن محاولات الباحثين في التقنيات الحيوية (البيوتكنولوجي) الموجهة لتغيير التركيب الجيني لجسم الإنسان، قد تؤدي إلى تطوير أصناف جديدة من الأسلحة الجينية تستخدم في الأغراض العسكرية أو العمليات الإرهابية، وحذروا من تطوير مركبات تستعمل لتنويم جنود العدو في ساحات القتال، أو تطوير فيروسات قاتلة.
وبالرغم من أن التقدم في علوم التكنولوجيا الحيوية يحمل معه وعودا هائلة للإنسانية، فإن هذا التقدم سوف يطرح أيضا مخاطر كبيرة على الإنسانية إذا ما استخدم كأداة حرب لنشر الهلع بين البشر، أو كسلاح لنشر الأمراض عمدا تبعا لنزعات عنصرية ذميمة، وقد يكون الاحتمال ضعيفا، ولكن من الواضح حاليا أن الخطر يحلق حولنا، ويحدق بنا، وقد يصبح نشر المرض عن عمد، والقدرة على تغيير وظائف الجسم دون معرفة الفرد المستهدف بذلك أكثر سهولة، وأكثر فتكا، وأكثر صعوبة في الاكتشاف، وأقل كلفة، والنتائج المحتملة قد تكون مأساوية، واسألوا الغزاويين، وقد يكون من الصعب أو المستحيل علاجها، فعلينا (نحن العرب والمسلمين) أن نستعد ونتسلح بالإيمان والعلم والتكنولوجيا والمعرفة لصد وردع هذا الهجوم الإجرامي الشرس، الذي بدأ في غزة، والله أعلم أين سينتهي.
طارق قابيل
محرقة غزة حرب إبادة جينية
كشفت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي النقاب أمس عن أن الجيش الإسرائيلي استخدم في الحرب على قطاع غزة ألف طن من المتفجرات، خلال 2500 غارة نفذها سلاح الجو في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية في عملية الرصاص المصبوب، وما خفي كان أعظم، ومما لا شك فيه أن غزة باتت حقلا لتجارب الأسلحة والذخائر الفتاكة الجديدة التي تستهدف "القتل الأكيد"، ويمكن تسميتها أسلحة الإبادة الكيماوية والجينية، والمثير للعجب أن يتم استخدام أسلحة جينية في منطقة مفتوحة مكتظة بالسكان كقطاع غزة أمام نظر وسمع العالم أجمع، الذي لم يحرك ساكنا أمام هذه الجرائم المتتالية النكراء، وتتغاضى المنظمات الدولية التي تغط في ثبات عميق، عن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، والتي دمر العراق بسبب الشك في امتلاكها، فهل بدأت أولى معارك الإبادة الجينية في محرقة غزة؟
هذه البداية.. والقادم أسود
القنبلة العنصرية.. مشروع القرن الجديد!
الجراثيم السياسية!
أسلحة بيولوجية انتقائية تستهدف العرب
تاريخ إسرائيل مع الأسلحة البيولوجية
الأسلحة الجينية بين الواقع والخيال
هذه البداية.. والقادم أسود
يجيب عن هذا السؤال الباحث المستقل "جيمس بروكز" الذي أكد في تقرير نشر على موقع "ميديا مونيتير" أن القنبلة المعروفة باسم "الانفجار المعدني الداخلي الكثيف"، واختصارا باسم "دايم"، هي عبارة عن "سلاح سري وغريب، يحدث إصابات مروعة ومهلكة"، وأوضح أن هذه القنبلة تحدث انفجارا غير عادي في مساحة محدودة، وتنثر "شظايا معدنية دقيقة عالية الحرارة"، من سبيكة "التانجستن" المعدني الثقيل (إتش إم تي إيه)، التي أثبتت الدراسات العلمية أنها مادة سامة، تدمر نظام المناعة في الجسم، وإذا لم يمت المصاب فورا، فإنه يصاب بالسرطان الذي لا شفاء منه بعد فترة وجيزة من الإصابة، كما أن هذه المادة تهاجم الحمض النووي، بمعنى أن السلاح يمثل "سما للإبادة الجينية".
وأشار الباحث إلى أنه وفقا لشهادة أطباء فلسطينيين في مستشفى الشفاء بغزة، ولما كشفت عنه الصحافة الإيطالية وطبيبان نرويجيان، فقد قضى جراء التعرض للقنبلة المروعة 50 فلسطينيا وأصيب 200 آخرون بإصابات "لا يمكن أن يتصورها العقل"، وذكر الباحث أن الفحوصات أثبتت أن المواد المعدنية التي تدخل الجسم تذوب فيه ولا يمكن تتبعها بالأشعة السينية، وأشار إلى أن المواد المهلكة التي تدخل الجسم والتي لها تأثير إشعاعي أيضا تعمل على حرق الأنسجة الداخلية وتذويبها، ويبدو تأثيرها النهائي كأن المصاب قد جرت له عملية بتر، وأوضح "عندما تخترق الشظايا النارية الجسم تحرق الأنسجة حول العظام وتدمرها تماما، وتحرق وتدمر الأعضاء الداخلية، مثل الكبد والكليتين والطحال، وتجعل معالجة الجروح مستحيلة".
من ناحية أخرى غطت أجزاء واسعة من مدينة غزة ورفح جنوب القطاع أدخنة كثيفة وثقيلة جراء انفجار قذائف أطلقتها مدفعية الدبابات، وذلك للمرة الأولى، وصحب انتشار هذه الأدخنة صدور روائح كريهة، جعلت التنفس معها صعبا ومثيرا للغثيان، ولم يستبعد المحللون أن تكون القوات "الإسرائيلية" قد استخدمت ما يعرف بالقنبلة النتنة المعروفة باسم "ستينك بومب"، وهي من القنابل ذات التأثير البيولوجي والتي تقوم فعاليتها على إطلاق روائح نتنة لا تطاق وتثير حساسية الجهاز التنفسي والغثيان.
وإذا كانت هذه البداية فالقادم أسوأ، فقد أظهرت بعض التقارير الصحفية من قبل أن إسرائيل تسعى لاستخدام هذه الأسلحة المحرمة في أوقات السلم قبل أوقات الحروب، ويسعى العلماء في إسرائيل لتطوير أسلحة بيولوجية أو جينية على وجه التحديد يمكن أن تقتل العرب فقط ولا تلحق ضررا باليهود، وذلك عن طريق الموروثات (الجينات)، وذكرت مجلة "فوكس" أن عمل هذا السلاح مبني على فكرة أن العرب يحملون جينات معينة تميزهم عن غيرهم من الأجناس، واعتمادا على تلك الجينات سيتم إنتاج سلالات من البكتيريا والفيروسات القاتلة التي تدخل إلى الجسم وتتعرف على تلك الجينات داخل الخلايا، فإذا كانت موجودة فإن الجراثيم تبدأ في التأثير على الحمض النووي داخل الخلايا مما يؤدي إلى تدميرها.
القنبلة العنصرية.. مشروع القرن الجديد!
أثارت جمعيات حقوقية أمريكية في الولايات المتحدة تساؤلات حول إذا ما كانت وزارة الدفاعالأمريكية قد سمحت لإسرائيل باستخدام أحدث الأسلحة الأمريكية المحظورة في حرب إبادة غزة، ولكن المتحدث باسم البنتاجون رفض الإجابة عن أسئلة في هذا الشأن، وكان العلماء الأمريكيون قد أعلنوا في مطلع هذا القرن أنهم سينجحون في غضون عشر سنوات في إنتاج نوع جديد من السلاح الحيوي سيغير مجرى التاريخ بشكل جذري، وطبقا لتصريحات العلماء الأمريكيين فقد آن الأوان لظهور هذا السلاح، وسيظهر في المستقبل القريب نوع جديد من الأسلحة الحيوية الانتقائية يمكنها أن تغير توازن السلطة السياسية في العالم، والمبدأ الرئيسي لهذا السلاح: "ابحث عنه وأبده نهائيا تبعا لبصمته الوراثية"، هذا السلاح الانتقائي سيكون قادرا على إصابة بعض الناس ولا يصيب البعض الآخر طبقا لعلامة وراثية محددة سلفا، مثل شكل العين أو لون البشرة، ويمكن أن تظل العدوى المرضية كامنة وتظهر متأخرة، أو تبدأ فقط عند تعاطي نوع محدد من الدواء.
وكان قد كشف النقاب عن هذه الأفكار الشيطانية في حلقة دراسية مغلقة نظمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجاء تنظيم هذه الحلقة الدراسية كجزء من "مشروع القرن الأمريكي الجديد" (Project for the New American Century)، ومن المتوقع أن تعتمد هذه الأسلحة الحديثة على الانفجار الهائل المدوي في ثورة المعلومات الوراثية، ومن المتوقع أن يقوم العلماء ببرمجة بكتيريا أو فيروسات ممرضة بجين أو بمجموعة من الجينات التي تميز وتستهدف جنسا أو شعبا بعينه، وعندما تدخل الجرثومة المبرمجة إلى جسم شخص ما فإنها لن تخطئ هدفها أبدا، وستقوم بقتل هذا الشخص المستهدف في صمت، أما إذا اختلف التركيب الوراثي للشخص المصاب فستموت الجرثومة نفسها دون إيذائه، ومن المتوقع أن المختصين في الأمراض المعدية سيواجهون صعوبات كبيرة في تمييز ميكروبات التطهير الإثني الجرثومي من الأوبئة الأخرى، كما ستقوم البلد التي تقود هذا التطوير الإجرامي لهذه الأسلحة بتضليل الجمهور بالطبع عن طريق آلة الإعلام الجهنمية، ووسائل الحرب النفسية التي تملكها.
ومن الممكن أن يستهدف هذا السلاح البشر الذين يعيشون تحت شروط صحية معينة أيضا، كما يتوقع أن تأخر ظهور المرض يجعل مثل هذا السلاح أكثر فتكا، ويعني هذا أن ظهور المرض يمكن أن يؤخر ليس فقط لعدة أيام ولكن لفترة زمنية غير محددة، وعندما يظهر المرض على الشخص المصاب والمعرض لهذا السلاح، ويبدأ في تناول المضادات الحيوية، تبدأ البكتيريا أو الفيروسات بالتضاعف مما يؤدي إلى إصابته بمرض حاد يحير جهابذة الأطباء ويجعلهم يخطئون التشخيص، كما سيجعل المواد الصيدلانية التقليدية غير ذات فائدة.
الجراثيم السياسية!
قد يتصور البعض أن ثمة تخيلا أو مبالغة في هذه الأخبار المرعبة، ولكن الحقيقة المؤلمة التي رأيناها على أرض غزة أغرب من الخيال، في ظل صمت دولي ممجوج، وتواطؤ بغيض، وأنه بات من المعروف أن العلماء يستكشفون منذ مدة طويلة إمكانية تصنيع أسلحة حيوية انتقائية تعرف باسم "القنبلة العنصرية" لتستهدف جنسا بعينه أو مجموعة إثنية بعينها، وهذا التصور ليس مستغربا على الإطلاق، فمن المتيسر حاليا إنتاج بكتريا مقاومة للمضادات الحيوية، ويشير "ألكساندر بروزوروف" الأستاذ في مختبر علم وراثة الكائنات الحية المجهرية في معهد أكاديمية العلوم الروسية إلى أن الأمثلة الأكثر تمييزا لهذا النوع من المزارع البكتيرية نوع ينمو فقط في وجود المضاد الحيوي "ستريبتوميسين" streptomycin ولا يتكاثر إلا في وجوده فقط.
وعلى ما يبدو أن وراء هذه الأفكار الشيطانية إرث كبير من الجراثيم السياسية التي أصابت رءوس كبار الساسة في العالم ومازالت تعشش في مخيلتهم، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات أوصى نائب وزير الدفاع الأمريكي "بول ولفويتز" وزارة الدفاع الأمريكية باستخدام الأسلحة الوراثية ليس فقط لشن الحرب بنجاح، ولكن أيضا لإعادة هيكلة السياسة العالمية، وطبقا لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فإن الأسلحة الوراثية يمكن أن تغير سياسة كوكب الأرض بالكامل ويمكنها أن تحول "الإرهاب" إلى أداة مفيدة سياسيا.
وإن أكثر ما يروع في هذا السلاح الحيوي الذي يمكن أن يصيب الناس طبقا لعلامات وراثية محددة أنه سيتم تخليقه بشكل محدد للإبادة الجماعية لمجموعات عرقية بعينها، ويؤكد ذلك ما صرحت به الرابطة الطبية البريطانية (British Medical Association): "التقدم السريع في علم الوراثة يمكن أن يصبح قاعدة أساسية للتطهير الإثني على مقياس كبير لم يسمع به من قبل في المستقبل القريب".
أسلحة بيولوجية انتقائية تستهدف العرب
وبعد أن سقط القناع الزائف عن ممارسات إسرائيل الإجرامية، وتبين للعالم أجمع عدم جديتها في السلام، وبعد حرب الإبادة الجماعية التي تظهرها حتى الآن بلا رحمة في غزة، وعدم توانيها في استخدام أي سلاح للتخلص من الغزاويين، نصدق أن التخطيط الذي كان بالأمس مجرد شائعات يصعب التأكد من صحتها، قد صار اليوم يقينا محسوسا يستشعره أي شخص يعي، ورغم ما يبدو من صعوبة في إنتاج هذا السلاح وتطبيقه، فإن تقارير أشارت إلى قيام علماء اليهود بدراسة الفروق الجينية بينهم وبين العرب وأنهم استطاعوا التعرف على تلك الجينات، وطبقا للمعلومات الواردة من PNAC، يؤكد الخبراء الأمريكيون أن إسرائيل بدأت العمل مؤخرا بشكل نشيط على أسلحة تميز الجينات الوراثية للعرب، ويؤكد أخصائيو علم الوراثة في إسرائيل أن العرب يحملون جينا فريدا لا يحمله أحد غيرهم في العالم، ويشكل هذا الجين القاعدة الأساسية لانطلاق البحوث الإسرائيلية التي تستهدف تدمير المجموعات العرقية العربية.
والجدير بالذكر أن أبحاث إسرائيل بخصوص "القنبلة الجينية العرقية" تتشابه مع التجارب الجينية التي أجراها العالم النازي الدكتور "جوزيف منجلي" في معتقل "أوشفيتس"، كما تعتبر صورة مطابقة للدراسات البيولوجية التي أجراها علماء جنوب إفريقيا في عهد نظام التفرقة العنصري، وكشفت شهادات قدمت أمام لجنة المصالحة والكشف عن الحقائق عنها، حيث أشار الدكتور "دان جوسن" - مدير معمل الحرب الكيماوية والجرثومية في جنوب إفريقيا - "أن فريقه البحثي قد كلف في الثمانينيات بتطوير قنبلة صبغية تستهدف السود فقط، ولكنهم لم يستطيعوا تطوير قنبلة كهذه"، وأفاد "جوسن" أن فريقه تم تكليفه في مطلع الثمانينات بتطوير سلاح بيولوجي يتجه فقط إلى أصحاب اللون الأسود، وأضاف: أن فريقه ناقش إمكان نشر هذا السلاح في شراب البيرة الذي يتناوله السود أو نبات الذرة أو حتى بواسطة التلقيحات الدورية التي تجري لهم، إلا أن تجارب تطوير هذا السلاح لم يتم استكمالها.
وكانت صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية قد نشرت خبرا تحت عنوان "البنتاجون يحذر من القنبلة العرقية" بتاريخ 15/11/1998م، ذكرت فيه أنه ردا على برنامج الأسلحة البيولوجية العراقية (المزعومة) يحاول العلماء الإسرائيليون تطوير ما يطلقون عليه "القنبلة العرقية"، وذلك باستغلال التقدم الذي تحقق في مجال الهندسة الوراثية، من حيث التعرف على "الجينات" التي تحمل الصفات العرقية للجنس العربي، ثم يقومون بعد ذلك بتخليق بكتيريا معدلة أو فيروس يستطيع أن يهاجم الجينات العربية وحدها من دون باقي الجنسيات، فتنشط هذه الفيروسات أو البكتيريا حاملة الأمراض والمعالجة وراثيا، وتقوم بتغيير الحامض النووي DNA الموجود داخل خلايا العرب الحية، بعد تشفير هذه الكائنات الدقيقة على جينات الشعوب العربية فتفتك بهم.
كما نشرت صحيفة "الديار اللبنانية" خبرا عن وجود مخطط إسرائيلي في مجال الهندسة الوراثية يهدف إلى تدمير صحة الإنسان العربي من خلال مشروع رصدت له الحكومة الإسرائيلية ما يقرب من ملياري دولار أمريكي، والمشروع الذي أطلق عليه اسم "شلوع" تم إنشاؤه كفرع من فروع سلاح الطيران تحت إشراف الجنرال "يوفاك توتمان" وتتركز أبحاث وحدة "شلوع" على إنتاج أسلحة تعتمد على استخدام أساليب الهندسة الوراثية الحديثة في الإنتاج الزراعي، بغرض إنتاج برتقال يؤثر على الجهاز العصبي ويصيب الإنسان بالتوتر والإجهاد الذهني في حيز زمني سريع، كما نجحت في إنتاج أدوية بيطرية تؤدي إلى إصابة الإنسان عند تناول الدجاج بالفشل الكبدي بعد 3 أشهر ومخصبات مشعة تؤدي إلى إصابة من يتناول الخضار بالسرطان وتراجع مستوى الخصوبة، وقد كشف النقاب أيضا عن قيام إسرائيل بالعمل في برنامج بحثي لصنع سلاح جرثومي لقمع انتفاضة الأقصى يستهدف الفلسطينيين دون اليهود، في معهد الأبحاث البيولوجية في "نيس تسيونا"، ويهدف هذا البرنامج إلى تحديد الصفات الجينية للفلسطينيين؛ بحيث يتم تصميم فيروسات وبكتريا مهندسة وراثيا تهاجم الخلايا البشرية الفلسطينية فقط.
تاريخ إسرائيل مع الأسلحة البيولوجية
ينبغي أن نربط بين هذه العمليات الأخيرة التي تستهدف إبادة الشعب الفلسطيني بأحدث ما توصلت له الآلة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وبين ما ذكرته رئيسة وزراء إسرائيل السابقة "جولدا مائير" عندما قالت إنها "تصاب بالغثيان صباح كل يوم يولد فيه طفل فلسطيني"، كذلك تصريح رئيس وزراء إسرائيل السابق "إسحاق رابين" الذي قال فيه: "أود لو يبتلع البحر مدينة غزة بسكانها".
ولقد حفل تاريخ إسرائيل المشين باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا كالأسلحة البيولوجية، وفي أول حرب لها ضد العرب عام 1948 ألقت ميكروب (الدوسنتاريا) في مصادر مياه الجيش المصري في فلسطين، الأمر الذي أصاب أعدادا ضخمة من الضباط والجنود بهذا المرض، وأضعف قدراتهم القتالية، وفي نهاية العام 1975 توفرت معلومات عن أن "الفأر النرويجي" الذي هاجم المحاصيل الزراعية في مصر وقضى على الكثير منها، تم تخليقه في المعامل الإسرائيلية ثم تسريبه إلى مصر ضمن قواتها التي كانت موجودة في الثغرة غرب القناة عقب حرب تشرين الأول ( أكتوبر) 1973، وبذلت مصر جهودا ضخمة حتى تم القضاء عليه.
وذكرت صحيفة "الأيام" الفلسطينية في 24\8\1997 أن السلطات الإسرائيلية تقوم بإجراء تجارب دوائية على المعتقلين الفلسطينيين الموجودين في سجونها، وأن وزارة الصحة الإسرائيلية أصدرت حوالي ألف تصريح لشركات أدوية كبرى هناك لإجراء تجارب لعقاقير خطيرة على هؤلاء المعتقلين، وكانت النتيجة أن كثيرا منهم لقوا حتفهم أو أصيبوا بعاهات دائمة وهم في طريقهم للموت حاليا، وأن كثيرا من المسجونين الفلسطينيين الذين يتوقع الإفراج عنهم في إطار الاتفاق الأخير سيخرجون إلى الحياة وهم فاقدو القدرة على ممارسة أي نشاط بعد إصابتهم بأمراض خطيرة ستؤدي إلى وفاتهم بعد فترة من خروجهم، وأثبت "أحمد حبيب الله" رئيس "جمعية أصدقاء المعتقلين" الفلسطينية، في مؤتمر صحفي عقده في سبتمبر 1997، أن 15 معتقلا فلسطينيا توفوا بسبب إصابتهم بأمراض خطيرة خلال فترة اعتقالهم نتيجة تعرضهم لهذه التجارب، وكشفت "داليا أيزاك" مسئولة لجنة العلوم في الكنيست النقاب عن هذه العمليات، وأيدتها في ذلك "إمي فلتات" رئيسة شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية.
وتركز إسرائيل على استخدام "الإيروسول" البيولوجي لتلويث الهواء والأرض، بواسطة مستودعات الطائرات والصواريخ والبالونات الموجهة تلفزيونيا، وأنشأت لذلك معملا للأمصال واللقاحات في "نيس زيونا" جنوب تل أبيب، تجري فيه أبحاث على الفيروسات، وعلى استخدام العبوات ذاتية الدفع وراجمات الصواريخ المحملة بالمواد البيولوجية، والاعتماد على استنشاق الكائنات الدقيقة كوسيلة رئيسية للتلوث البيولوجي.
وتنتج إسرائيل عناصر الأمراض الفطرية والتوكسينات، مثل "كوكسيدولمي" وعناصر الأمراض البكتيرية مثل "بوتوليزم"، والجمرة الخبيثة "إنتراكس"، والكوليرا، والطاعون، وعناصر الأمراض الفيروسية مثل "الحمى الصفراء، وحمى الدنج، والجدري، وشلل الأطفال"، وعناصر أمراض الراكتسيا مثل " التيفوس"، كما تنتج "إسرائيل" عناصر مرضية لقتل النبات والمحاصيل مثل "صدأ القمح، المطر الأصفر، وأمراض القطن، والذبول المتأخر للقمح"، بالإضافة إلى طاعون الحشرات، وأمراض الأعشاب وتساقط الأوراق، وكذلك عناصر أخرى مضادة للحيوانات، تصيب الفم والقدم " مثل طاعون الماشية، وحمى الدواجن، وداء الكلب، والجمرة الخبيثة"، كما تسعى "إسرائيل" في الوقت نفسه إلى تطوير ميكروبات لها درجة بقاء عالية في الظروف الجوية غير المواتية، وبخاصة عند الجفاف وارتفاع درجات الحرارة مع إمكان استخدمها ميدانيا كإيروسولات تؤثر على الجهاز التنفسي، هذا بالإضافة إلى إنتاج ميكروبات مقاومة للأمصال واللقاحات المعروفة، ولكن تؤدي إلى أعراض فسيولوجية متشابهة مع أمراض أخرى لإرباك الإجراءات الصحية والوقائية للخصم.
ويذكر أن تعاونا كبيرا جرى بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجال إجراء التجارب على استنباط التوكسينات والفطريات لاستخدامها كسلاح بيولوجي، خصوصا بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى تطوير السلاح الجرثومي المجفف، ونجحت في تطوير وتحميل أمراض: التولا ريما، والحمى القلاعية، والطاعون، والجمرة الخبيثة في رءوس صواريخ بالستية وقنابل الطائرات، وكانت تنفق سنويا قرابة 70 مليون دولار على تطوير سلاح الجدري.
ومع التطور التكنولوجي الذي تشهده أنظمة التسليح عموما، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على التقدم في العلوم البيولوجية في شكلها الجديد القائم على علوم التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، تسعى إسرائيل أيضا إلى تخليق عناصر بيولوجية جديدة لا تؤدي إلى القتل بالضرورة لكنها تؤدي إلى إنهاك قوة الخصم البشرية إلى فترة محدودة تزول بعدها آثارها ويمكن خلال هذه الفترة المحدودة تحقيق الأهداف والمهمات العسكرية المطلوبة.
"الأسلحة الجينية" بين الحقيقة والخيال
أثارت فكرة قيام إسرائيل بالعديد من الأبحاث على الأسلحة البيولوجية عاصفة من الهجوم والانتقادات في كثير من الدوائر خارج إسرائيل وداخلها، لأنها تتوازى بالتجارب الجينية التي أجراها في الأربعينيات الدكتور الألماني "جوزيف منجل" أثناء حكم النازي، وهو ما عبر عنه عضو بالكنيست الإسرائيلي: "إن مثل هذا السلاح البيولوجي يعتبر وحشيا ويجب استنكاره"، وأفاد بعض العلماء أنه من الناحية النظرية يمكن تخليق سلاح بيولوجي يتجه إلى عرق معين ويصيبه من دون آخر، إلا أن التطبيقات العملية لمثل هذا السلاح ستكون مرعبة وشنيعة.
وعلى رغم توقيع إسرائيل على معاهدة 1972، والتي تحظر حيازة وإنتاج العناصر البيولوجية، والتي اشترطت أن تقوم الدول العربية بالتوقيع عليها أولا، فإنها تحفظت عند توقيع البروتوكول الخاص بالمعاهدة على عدم اعتبار السموم ومسقطات الأوراق من الأسلحة البيولوجية، وهو ما ينم عن نيات في استخدامها الأسلحة البيولوجية المضادة للمحاصيل والحيوانات ضد الدول العربية مستقبلا.
وكان هناك جدل كبير حول إذا ما كان من الممكن تصنيع أسلحة تستهدف مجموعات عرقية أو عنصرية محددة، مثل تلك الأسلحة التي تستهدف صفات وراثية تؤدي إلى اختلافات عنصرية وعرقية، ويعتقد بعض الخبراء المتخصصين أن هذا قد يكون ممكنا في المستقبل القريب، وأن جميع الإرهاصات العلمية تؤكد إمكانية التوصل إلى ذلك، وقد أعلن العلماء منذ فترة وجيزة تمكنهم من تخليق فيروس معد بالاعتماد على الخريطة الوراثية المنشورة على الإنترنت، ومع هذا فهناك فريق آخر ينفي هذا الزعم، ويؤكد صعوبة حدوثه، ويعتمد البعض على نتائج دراسة جينية ظهرت نتائجها في شهر أبريل 2003م، وأكدت أن التركيبة الجينية لسائر البشر من مختلف الأجناس والأعراق متطابقة بنسبة 99.9%. ويؤكد البحث على أن جميع التجمعات البشرية في مختلف بقاع العالم تتقاسم جينيا أكثر مما كان يعتقد في السابق، وقد قام البروفسور "ماركوس فيلدمان" الذي ترأس فريقا بحثيا من جامعة ستانفورد بتحليل عينات (دي إن إيه) من 1056 شخصا من 52 تجمعا سكانيا في خمس مناطق جغرافية رئيسية في العالم، هي إفريقيا وأوروبا وآسيا والأمريكيتان، واكتشف الباحثون أن الاختلافات الظاهرة بين التجمعات البشرية مثل لون البشرة وشكل الجمجمة ناجمة عن اختلافات في جزء صغير للغاية في السمات الوراثية.
وقال التقرير السنوي لعام 2004 الصادر عن مركز أستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إنه بات من المحتمل تطوير صنف جديد من العوامل البيولوجية الحربية المهندسة خصيصا لاستهداف جهاز بيولوجي بشري معين، مثل القلب والأوعية الدموية، أو جهاز المناعة، أو الجهاز العصبي أو الهضمي، وأورد الخبراء مثالا حول منظم بيولوجي يستخدم كمركب لتنويم جنود القطاعات المعادية في ساحات القتال، مما يعني، نظريا، الفوز في المعركة من دون إراقة الدماء، وحذر الخبراء من توظيف بيانات التسلسل الجيني للحامض النووي "دي إن إيه" المتوفرة حاليا، في أبحاث لتطوير أشكال قاتلة من فيروسات جدري الفئران وجدري البقر، بحجة تطوير لقاحات مضادة لهما، وفى العام نفسه وبالتحديد في شهر يونيو (حزيران) وجه خبراء دوليون أقوى تحذير من نوعه إلى علماء العالم، أشاروا فيه إلى أن محاولات الباحثين في التقنيات الحيوية (البيوتكنولوجي) الموجهة لتغيير التركيب الجيني لجسم الإنسان، قد تؤدي إلى تطوير أصناف جديدة من الأسلحة الجينية تستخدم في الأغراض العسكرية أو العمليات الإرهابية، وحذروا من تطوير مركبات تستعمل لتنويم جنود العدو في ساحات القتال، أو تطوير فيروسات قاتلة.
وبالرغم من أن التقدم في علوم التكنولوجيا الحيوية يحمل معه وعودا هائلة للإنسانية، فإن هذا التقدم سوف يطرح أيضا مخاطر كبيرة على الإنسانية إذا ما استخدم كأداة حرب لنشر الهلع بين البشر، أو كسلاح لنشر الأمراض عمدا تبعا لنزعات عنصرية ذميمة، وقد يكون الاحتمال ضعيفا، ولكن من الواضح حاليا أن الخطر يحلق حولنا، ويحدق بنا، وقد يصبح نشر المرض عن عمد، والقدرة على تغيير وظائف الجسم دون معرفة الفرد المستهدف بذلك أكثر سهولة، وأكثر فتكا، وأكثر صعوبة في الاكتشاف، وأقل كلفة، والنتائج المحتملة قد تكون مأساوية، واسألوا الغزاويين، وقد يكون من الصعب أو المستحيل علاجها، فعلينا (نحن العرب والمسلمين) أن نستعد ونتسلح بالإيمان والعلم والتكنولوجيا والمعرفة لصد وردع هذا الهجوم الإجرامي الشرس، الذي بدأ في غزة، والله أعلم أين سينتهي.
التسميات:
أحدث المقالات - إسلام اون لاين
الأربعاء، 4 فبراير 2009
"ساكاشات".. كمبيوتر محمول بثمن الكتاب العادي
"ساكاشات".. كمبيوتر محمول بثمن الكتاب العادي
طارق قابيل
صورة أرشيفية لكمبيوتر محمول صغير الحجم
تكشف الهند اليوم الأربعاء النقاب عن أول حاسوب دفتري محمول منخفض التكلفة في العالم، بحيث لا يتجاوز سعره 500 روبية (حوالي 11 دولارا)، وقد أفادت تقارير إخبارية أن الهند تعتزم في الوقت الراهن إنتاج أرخص جهاز حاسوب محمول في العالم لا يزيد ثمنه عن 10 دولارات أمريكية.
وذكرت وكالة الأنباء الهندية "برس تراست أوف أنديا" أن الهند تريد إنتاج كمبيوتر محمول يباع بـ 10 دولارات لعشرات الملايين من التلاميذ في الأرياف.
وقالت الوكالة إن هذه الأجهزة، التي ستكون الأرخص في العالم، سيتم إنتاجها في إطار برنامج حكومي تعليمي، تبلغ قيمته 46 مليار روبية (939 مليون دولار).
وأوضحت التقارير أن الحكومة الهندية تمكنت من تطوير نموذج لهذا الحاسوب المحمول الجديد، الذي يهدف إلى تضييق الهوة الرقمية بين الأغنياء والفقراء في العالم، فعلى الرغم من أن نصف عدد سكان الهند البالغ مليار نسمة تقل أعمارهم عن 25 عاما، فإن البلاد متأخرة فيما يتعلق بعدد المقاعد الجامعية؛ حيث تقدّر نسبة الالتحاق بنحو 11%، مقارنة مع ضعف هذه النسبة في الصين، وكذلك فإن لدى الجارة الشمالية الأكبر للهند 180 مليون مستخدم للإنترنت حاليا، وهو خمسة أضعاف الإجمالي في الهند.
وأشارت التقارير إلى أن إطلاق الهند لجهاز حاسوب محمول لا يزيد ثمنه عن ثمن كتاب عادي سوف يبشر ببداية عصر جديد من الصناعة التي تتميز بالاقتصاد في التكاليف والأسعار.
"ساكاشات" لجسر "الفجوة الرقمية"
وتأتي التجربة الهندية الفريدة كمحاولة لجسر "الفجوة الرقمية" في البلاد بين الأغنياء والفقراء، وستعرض الحكومة النموذج الأولي للحاسوب الدفتري يوم الأربعاء الحالي باعتباره حجر الزاوية في برنامج تعليم إلكتروني طموح لربط 18 ألف كلية و400 جامعة في أنحاء الهند. وسيطلق الكمبيوتر الذي سمّي "ساكاشات" -أي (أمام عينيك)- في إطار "مهمة التعليم الوطنية" الجديدة بكلفة 46 مليار روبية.
ويشمل ذلك شبكة من أجهزة الحاسوب الدفترية التي يستطيع الطلبة من خلالها الوصول إلى المحاضرات والدورات والمساعدة المتخصصة من أي مكان في الهند، مما سيشعل شرارة ثورة في التعليم، ويذكر أن عددا من الناشرين قد وافقوا على تحميل مقاطع من كتبهم الدراسية على النظام.
وقد قام بتصميم هذا الحاسوب الدفتري علماء في معهد "فيلزر" للتكنولوجيا والمعهد الهندي للعلوم في بانغالور والمعهد الهندي للتكنولوجيا في مدينة مدراس، ومجمع أشباه الموصلات الحكومي، ومن المتوقع أن يحتوي هذا الحاسوب على ذاكرة سعتها 2 جيجابايت ونظام اتصال لاسلكي، وفي محاولة لإبقاء التكاليف منخفضة، يقول خبراء إنه من المستبعد استخدام برامج "ويندوز" التي تنتجها شركة مايكروسوفت الشهيرة.
ويبدي مسئولون هنديون ثقة في أن السعر المحدد بـ500 روبية يمكن الوصول إليه بسهولة، وصرح "أر بي أغاروال"، الموظف الكبير في وزارة التعليم العالي الهندية، للصحف أنه "في هذه المرحلة، يتبين أن التكلفة هي 20 دولارا (ألف روبية)، ولكن مع الإنتاج الضخم، فإن السعر سينخفض".
وقال "برابهاكار" نائب مستشار الجامعة التي ستطلق نموذج "ساكاشات" في "اندرا براديش"، إن الهند تتطلع للحصول على الأجهزة والبرمجيات بسعر أرخص. وفي الهند كدولة نامية، يجب إبقاء التكاليف منخفضة ليستفيد أكبر عدد من الطلبة، وهذا يعني إنتاج أجهزة حاسوب رخيصة، ووصولا إلى أرخص شبكة؛ لكي يتسنى للطلبة الاطلاع على الكتب الإلكترونية والصحف الإلكترونية.
ووصف سكرتير التعليم الهندي "آر بي أغراوال" الكمبيوتر الجديد بالـ"ثوري"، متوقعا طرحه خلال 6 أشهر، وأوضح أنه بعد انتهاء التجارب ستسوّق الكمبيوترات، وسيكلّف الجهاز الواحد 10 دولارات أمريكية. ولكن لم يعرض أي نموذج من هذا الجهاز حتى الآن، ولم يتمكّن عدد من مسئولي وزارة التربية من القول كيف يمكن إنتاجه بهذه الكلفة القليلة. وتناقلت مواقع الإنترنت أخبارا عن أن هذا الحاسب الصغير سيحتوي على ذاكرة بحجم 2 جيجابايت بالإضافة إلى إمكانية الاتصال بالشبكات اللاسلكية وباتصال لاسلكي بالإنترنت "واي فاي".
الهند تفوقت على أمريكا
جدير بالذكر أن الهند اكتسبت سمعة جيدة في ابتكار التكنولوجيا الرخيصة للغاية، وهي نزعة أطلقتها العام الماضي 2008؛ حيث قدمت بالفعل للعالم أرخص سيارة من طراز "تاتا نانو"، والتي يبلغ ثمنها 100 ألف روبية أو ما يعادل 2000 دولار أمريكي، وليس من المستغرب أن تقوم بإعادة هذه التجربة مع الكمبيوتر المحمول الجديد، ولاسيما أن الهند تتميز بالخبرة الفريدة في مجال البرمجيات، وفي مجالات التصنيع المحلي، وتوطين التكنولوجيا.
وعلى النقيض من ذلك، كانت الولايات المتحدة قد طرحت مشروعا مشابها لإنتاج حاسوب محمول لكل طفل يبلغ سعره 100 دولار فقط، غير أن هذا المشروع واجه صعوبات ومشاكل عديدة إثر رفض الشركات الكبرى المتخصصة في هذا المجال التعاون، ومن بينها شركة "إنتل" كبرى شركات إنتاج الشرائح في العالم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع ثمن الجهاز إلى 200 دولار في الوقت الراهن.
وكان حاسوب "إكس أو"، الذي أطلق عام 2005 وسط موجة من الإشادات من جانب "نيكولاس نيجروبونتي"، المدير السابق لشركة "إم تي آي ميديا لاب"، قد فشل، وذلك جزئيا لأن تكلفة إنتاجه تبلغ 200 دولار، ولكنه شجع ظهور أجهزة حاسوب قليلة التكلفة من خلال التخلص من الأقراص الصلبة واستخدام شاشات رخيصة.
ويمكن شراء حاسوب "كلاسميت" الشخصي من إنتاج "إنتل"، كبرى شركات صناعة الرقائق الدقيقة، مقابل 400 دولار حاليا، ويباع حاسوب "آي بي سي" التايواني بمبلغ زهيد يصل إلى 200 دولار، ولكن الجهاز الهندي سيكون أرخص بشكل كبير من "الحاسوب الدفتري بـ 100 دولار"، وهو الحاسوب الأخضر المعروف باسم "جهاز الأطفال" أو "إكس أو" الذي صممه خبراء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة.
"ساكاشات" وموجة من التساؤلات
وأثار هذا الإنجاز الهندي موجة من التساؤلات، فبعض الخبراء يشككون في أن حاسوبا دفتريا من الممكن إنتاجه مقابل 10 دولارات فقط، وأنه ربما لا يكون مستداما تجاريا، وقال "راجيش جاين"، المدير الإداري لشركة "نيتكور" للحلول الرائدة فيما يتعلق بالاستخدام الرخيص للحواسيب: "لا يمكنك حتى أن تصنع شاشة حاسوب بعشرين دولارا.. والهند لا تبني الكثير من تجهيزات الكمبيوتر، ولذلك، من أين سيأتي التوفير؟".
ولا يرى بعض كتاب المدونات اليوم في الحاسوب الدفتري الجديد أكثر من "آلة حاسبة محسنة"، ولخص "أتانو داي" هذه الشكوك؛ حيث كتب في مدونته: "إذا تمكنت الحكومة من تحقيق معجزة تكنولوجية قريبة من المستحيل، ألا يعني ذلك أن كامل قطاع الحاسوب العالمي إما عديم الكفاءة تماما، أو أنه احتيال ضخم ينتج مواد بكلفة زهيدة جدا ويبيعها بأسعار خيالية".
ويبدي المسئولون الهنديون ترددا في الحديث عن المشروع قبل إطلاقه، ولكن أحدهم قال إنه يمكن المحافظة على انخفاض التكاليف من خلال استخدام الطلبة والباحثين لإتمام جزء كبير من التصميم، وقال إن التكلفة كانت 47 دولارا عام 2007، ولكن تعديلات إضافية تعني أنها انخفضت بصورة دراماتيكية.
متخصص في علوم الوراثة الجزيئية والخلوية والتكنولوجيا الحيوية، عضو هيئة التدريس بقسم النبات –كلية العلوم– جامعة القاهرة.. يمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني الخاص بالصفحة
طارق قابيل
صورة أرشيفية لكمبيوتر محمول صغير الحجم
تكشف الهند اليوم الأربعاء النقاب عن أول حاسوب دفتري محمول منخفض التكلفة في العالم، بحيث لا يتجاوز سعره 500 روبية (حوالي 11 دولارا)، وقد أفادت تقارير إخبارية أن الهند تعتزم في الوقت الراهن إنتاج أرخص جهاز حاسوب محمول في العالم لا يزيد ثمنه عن 10 دولارات أمريكية.
وذكرت وكالة الأنباء الهندية "برس تراست أوف أنديا" أن الهند تريد إنتاج كمبيوتر محمول يباع بـ 10 دولارات لعشرات الملايين من التلاميذ في الأرياف.
وقالت الوكالة إن هذه الأجهزة، التي ستكون الأرخص في العالم، سيتم إنتاجها في إطار برنامج حكومي تعليمي، تبلغ قيمته 46 مليار روبية (939 مليون دولار).
وأوضحت التقارير أن الحكومة الهندية تمكنت من تطوير نموذج لهذا الحاسوب المحمول الجديد، الذي يهدف إلى تضييق الهوة الرقمية بين الأغنياء والفقراء في العالم، فعلى الرغم من أن نصف عدد سكان الهند البالغ مليار نسمة تقل أعمارهم عن 25 عاما، فإن البلاد متأخرة فيما يتعلق بعدد المقاعد الجامعية؛ حيث تقدّر نسبة الالتحاق بنحو 11%، مقارنة مع ضعف هذه النسبة في الصين، وكذلك فإن لدى الجارة الشمالية الأكبر للهند 180 مليون مستخدم للإنترنت حاليا، وهو خمسة أضعاف الإجمالي في الهند.
وأشارت التقارير إلى أن إطلاق الهند لجهاز حاسوب محمول لا يزيد ثمنه عن ثمن كتاب عادي سوف يبشر ببداية عصر جديد من الصناعة التي تتميز بالاقتصاد في التكاليف والأسعار.
"ساكاشات" لجسر "الفجوة الرقمية"
وتأتي التجربة الهندية الفريدة كمحاولة لجسر "الفجوة الرقمية" في البلاد بين الأغنياء والفقراء، وستعرض الحكومة النموذج الأولي للحاسوب الدفتري يوم الأربعاء الحالي باعتباره حجر الزاوية في برنامج تعليم إلكتروني طموح لربط 18 ألف كلية و400 جامعة في أنحاء الهند. وسيطلق الكمبيوتر الذي سمّي "ساكاشات" -أي (أمام عينيك)- في إطار "مهمة التعليم الوطنية" الجديدة بكلفة 46 مليار روبية.
ويشمل ذلك شبكة من أجهزة الحاسوب الدفترية التي يستطيع الطلبة من خلالها الوصول إلى المحاضرات والدورات والمساعدة المتخصصة من أي مكان في الهند، مما سيشعل شرارة ثورة في التعليم، ويذكر أن عددا من الناشرين قد وافقوا على تحميل مقاطع من كتبهم الدراسية على النظام.
وقد قام بتصميم هذا الحاسوب الدفتري علماء في معهد "فيلزر" للتكنولوجيا والمعهد الهندي للعلوم في بانغالور والمعهد الهندي للتكنولوجيا في مدينة مدراس، ومجمع أشباه الموصلات الحكومي، ومن المتوقع أن يحتوي هذا الحاسوب على ذاكرة سعتها 2 جيجابايت ونظام اتصال لاسلكي، وفي محاولة لإبقاء التكاليف منخفضة، يقول خبراء إنه من المستبعد استخدام برامج "ويندوز" التي تنتجها شركة مايكروسوفت الشهيرة.
ويبدي مسئولون هنديون ثقة في أن السعر المحدد بـ500 روبية يمكن الوصول إليه بسهولة، وصرح "أر بي أغاروال"، الموظف الكبير في وزارة التعليم العالي الهندية، للصحف أنه "في هذه المرحلة، يتبين أن التكلفة هي 20 دولارا (ألف روبية)، ولكن مع الإنتاج الضخم، فإن السعر سينخفض".
وقال "برابهاكار" نائب مستشار الجامعة التي ستطلق نموذج "ساكاشات" في "اندرا براديش"، إن الهند تتطلع للحصول على الأجهزة والبرمجيات بسعر أرخص. وفي الهند كدولة نامية، يجب إبقاء التكاليف منخفضة ليستفيد أكبر عدد من الطلبة، وهذا يعني إنتاج أجهزة حاسوب رخيصة، ووصولا إلى أرخص شبكة؛ لكي يتسنى للطلبة الاطلاع على الكتب الإلكترونية والصحف الإلكترونية.
ووصف سكرتير التعليم الهندي "آر بي أغراوال" الكمبيوتر الجديد بالـ"ثوري"، متوقعا طرحه خلال 6 أشهر، وأوضح أنه بعد انتهاء التجارب ستسوّق الكمبيوترات، وسيكلّف الجهاز الواحد 10 دولارات أمريكية. ولكن لم يعرض أي نموذج من هذا الجهاز حتى الآن، ولم يتمكّن عدد من مسئولي وزارة التربية من القول كيف يمكن إنتاجه بهذه الكلفة القليلة. وتناقلت مواقع الإنترنت أخبارا عن أن هذا الحاسب الصغير سيحتوي على ذاكرة بحجم 2 جيجابايت بالإضافة إلى إمكانية الاتصال بالشبكات اللاسلكية وباتصال لاسلكي بالإنترنت "واي فاي".
الهند تفوقت على أمريكا
جدير بالذكر أن الهند اكتسبت سمعة جيدة في ابتكار التكنولوجيا الرخيصة للغاية، وهي نزعة أطلقتها العام الماضي 2008؛ حيث قدمت بالفعل للعالم أرخص سيارة من طراز "تاتا نانو"، والتي يبلغ ثمنها 100 ألف روبية أو ما يعادل 2000 دولار أمريكي، وليس من المستغرب أن تقوم بإعادة هذه التجربة مع الكمبيوتر المحمول الجديد، ولاسيما أن الهند تتميز بالخبرة الفريدة في مجال البرمجيات، وفي مجالات التصنيع المحلي، وتوطين التكنولوجيا.
وعلى النقيض من ذلك، كانت الولايات المتحدة قد طرحت مشروعا مشابها لإنتاج حاسوب محمول لكل طفل يبلغ سعره 100 دولار فقط، غير أن هذا المشروع واجه صعوبات ومشاكل عديدة إثر رفض الشركات الكبرى المتخصصة في هذا المجال التعاون، ومن بينها شركة "إنتل" كبرى شركات إنتاج الشرائح في العالم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع ثمن الجهاز إلى 200 دولار في الوقت الراهن.
وكان حاسوب "إكس أو"، الذي أطلق عام 2005 وسط موجة من الإشادات من جانب "نيكولاس نيجروبونتي"، المدير السابق لشركة "إم تي آي ميديا لاب"، قد فشل، وذلك جزئيا لأن تكلفة إنتاجه تبلغ 200 دولار، ولكنه شجع ظهور أجهزة حاسوب قليلة التكلفة من خلال التخلص من الأقراص الصلبة واستخدام شاشات رخيصة.
ويمكن شراء حاسوب "كلاسميت" الشخصي من إنتاج "إنتل"، كبرى شركات صناعة الرقائق الدقيقة، مقابل 400 دولار حاليا، ويباع حاسوب "آي بي سي" التايواني بمبلغ زهيد يصل إلى 200 دولار، ولكن الجهاز الهندي سيكون أرخص بشكل كبير من "الحاسوب الدفتري بـ 100 دولار"، وهو الحاسوب الأخضر المعروف باسم "جهاز الأطفال" أو "إكس أو" الذي صممه خبراء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة.
"ساكاشات" وموجة من التساؤلات
وأثار هذا الإنجاز الهندي موجة من التساؤلات، فبعض الخبراء يشككون في أن حاسوبا دفتريا من الممكن إنتاجه مقابل 10 دولارات فقط، وأنه ربما لا يكون مستداما تجاريا، وقال "راجيش جاين"، المدير الإداري لشركة "نيتكور" للحلول الرائدة فيما يتعلق بالاستخدام الرخيص للحواسيب: "لا يمكنك حتى أن تصنع شاشة حاسوب بعشرين دولارا.. والهند لا تبني الكثير من تجهيزات الكمبيوتر، ولذلك، من أين سيأتي التوفير؟".
ولا يرى بعض كتاب المدونات اليوم في الحاسوب الدفتري الجديد أكثر من "آلة حاسبة محسنة"، ولخص "أتانو داي" هذه الشكوك؛ حيث كتب في مدونته: "إذا تمكنت الحكومة من تحقيق معجزة تكنولوجية قريبة من المستحيل، ألا يعني ذلك أن كامل قطاع الحاسوب العالمي إما عديم الكفاءة تماما، أو أنه احتيال ضخم ينتج مواد بكلفة زهيدة جدا ويبيعها بأسعار خيالية".
ويبدي المسئولون الهنديون ترددا في الحديث عن المشروع قبل إطلاقه، ولكن أحدهم قال إنه يمكن المحافظة على انخفاض التكاليف من خلال استخدام الطلبة والباحثين لإتمام جزء كبير من التصميم، وقال إن التكلفة كانت 47 دولارا عام 2007، ولكن تعديلات إضافية تعني أنها انخفضت بصورة دراماتيكية.
متخصص في علوم الوراثة الجزيئية والخلوية والتكنولوجيا الحيوية، عضو هيئة التدريس بقسم النبات –كلية العلوم– جامعة القاهرة.. يمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني الخاص بالصفحة
التسميات:
أحدث المقالات - إسلام اون لاين
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)